رأى أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة برنستاون الأميركية برنارد هايكل في مقال نشرته صحف بريطانية وأميركية، أنه على رغم أن جذور قيادة ومعتقدات وأيديولوجية «القاعدة» توجد في السعودية، إلا أن التنظيم سحق تماماً بفضل سياسات الحكومة السعودية التي تمزج ما بين جزرة كبيرة وعصا أكبر. واعتبر أن المحاولة الفاشلة لاغتيال الأمير محمد بن نايف تجسد في آن واحد الاستراتيجية السعودية وكيفية فشل محاولة كبيرة من «القاعدة» لإعادة الحياة إلى تنظيمها. وأضاف ان محاولة الاغتيال تبدو بالنسبة إلى الغرباء كأنها فشل أمني مدمر، أشبه ما تكون بأن يلتقي مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف. بي. آي.) بأحد رجال زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في حفلة بإحدى الحدائق. وكتب: «بيد أن ذلك تماماً هو نمط السياسة المفعمة بالعامل الشخصي الذي ينتهجه المسؤولون السعوديون مع المنشقين من أعضاء «القاعدة». والحقيقة أن تلك السياسة توضح في جانب منها، على رغم مخاطرها، هزيمة «القاعدة» في السعودية. إن السياسة المفعمة بالعامل الشخصي تشكل جزءاً مما يمكن تسميته «مسرح الدولة» السعودي الذي يبقي الحكومة السعودية ممسكة بزمام الأمر». وزاد أن الأمير محمد بن نايف ظل يشرف منذ عام 2003 على حملة ناجحة ضد عنف المتطرفين في المملكة. «وإذا نظرنا إلى الأمر من زاوية العمل العسكري الأمني، فهو قد نجح في تطوير استخبارات داخلية قوية وخدمة شرطية فاعلة وناجحة في تكتيكاتها. واستخدم الأمير محمد بن نايف في الوقت نفسه القيم الثقافية والدينية الراسخة في مجتمعه لممارسة ضغوط على مجندي «القاعدة» ليتخلوا عن العنف». وقال هايكل إن السعوديين يرون الفوضى تضرب جيرانهم العراقيين كل يوم، وهم لا يريدون لتلك الاضطرابات أن تنتقل إلى بلادهم. وبالنسبة إلى غالبية السعوديين أضحى الاستقرار - حتى لو فُرض بإجراءات حكومية متسلطة - أفضل من الفوضى وانعدام النظام. وختم هايكل مقاله بالقول إن على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن يفخر بأن عائلته أنجبت قائداً أمنياً استطاع أن يكسر ظهر «القاعدة»، على الأقل داخل السعودية، ألا وهو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز.