أسفت الأمانة العامة لقوى 14 آذار في لبنان «لإيحاء بعض القوى (في 8 آذار) إيجابية مصطنعة ومبطنة في مسألة تشكيل الحكومة»، ورأت انها «تخفي عرقلة إقليمية قد تؤدي إلى انكشاف لبنان وتضعف من قدرته على مواجهة الاستحقاقات الآتية». وعقدت الأمانة العامة اجتماعها الأسبوعي امس، وأصدرت بياناً توقفت فيه عند الاستشارات النيابية التي يواصلها «الرئيس المكلف بحكمة وروية لتشكيل الحكومة العتيدة بهدف التوصل إلى ائتلاف وطني يؤمن المشاركة المطلوبة وفقاً لاتفاق الطائف وأحكام الدستور»، وشددت على ان «الإيجابية الحقيقية تكون من جانب 8 آذار بتسهيل تشكيل الحكومة وليس بمجرد الحملات الدعائية والإعلامية الشكلية بل باحترام نتائج الانتخابات النيابية وخيارات الرأي العام اللبناني». وشجبت الأمانة العامة «التدخل السوري السافر في الحياة السياسية اللبنانية من خلال الاستهداف الإعلامي السوري الرسمي للنظام السياسي في لبنان، والتهويل على اللبنانيين بأن نظامهم غير قابل للحياة». وجددت دعوتها «جميع الحريصين على معنى لبنان وعيشه المشترك إلى التنبه الشديد في هذا الوقت لما يدور في بعض الأوساط من رغبة في نسف اتفاق الطائف بدعوى عدم ملاءمته لموازين القوى الجديدة، هذا الاتفاق الميثاقي الذي دفعنا ثمنه جميعاً وارتضيناه جميعاً وأضحى دستوراً للبلاد». وأعربت عن «ارتياحها للكلمة السياسية المتقدمة التي ألقاها رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع لمناسبة الذكرى السنوية لشهداء المقاومة اللبنانية والتي تندرج ضمن الخطاب الأساسي لقوى 14 آذار من حيث الحرص على اتفاق الطائف والعيش المشترك والإصرار على احترام الدستور والقانون الدولي من خلال تنفيذ القرار 1701». وإذ هنأت «اللبنانيين على استقبالهم الرائع الدورة السادسة للألعاب الفرنكوفونية»، دعت الى المشاركة في القداس السنوي لذكرى «شهيد الانتفاضة» النائب أنطوان غانم السبت المقبل. واعتبر النائب السابق مصطفى علوش رداً على الاسئلة ان «موضوع توزير الراسبين متروك للرئيس المكلف فلا يزال هناك يومان من المشاورات ولا يزال امام الرئيس المكلف المتسع من الوقت والحركة، ليقرر ما يريده في هذا الامر». لافتاً الى أن «امكان توزير 14 آذار للراسبين مسألة تطرح قبل اوانها، وحين تطرح الاسماء عندها تتخذ الامانة العامة قرارها». وتحدث علوش عن «تفاؤل مفتعل في مسألة الوضع الاقليمي»، معتبراً ان «المسألة ليست بالبساطة التي تصور بها، فالتعقيدات على المستوى الاقليمي كبيرة، وهناك قضايا لا تتعلق باللقاء بين سورية والسعودية بقدر ما تتعلق بسورية والمجتمع الدولي»، وأكد ان «قوى 14 آذار ترحب بأي لقاء يؤدي الى تفاهمات عربية على اساس الخط العربي الاساسي الذي تمثله المنظمة العربية، اي جامعة الدول العربية». وشدد على «اننا على قناعة تامة بأن الرئيسين سليمان والحريري يسعيان لتشكيل حكومة صنع في لبنان بغض النظر عن الوضع الاقليمي». ورأى ان «رئيس الجمهورية طرح رأيه في موضوع توزير الراسبين للتخفيف من احتمالات العرقلة». اما منسق الامانة العامة فارس سعيد فقال: «ندرك تماماً ان المجموعات السياسية التي تدور في الفلك السوري لا تزال حتى اليوم تصر على هندسات مستحيلة في تشكيل الحكومة»، داعياً الى «ترك الامر الى الرئيس المكلف لاستكشاف كل الاحتمالات مع الكتل النيابية، ولنترك تعقيدات المنطقة تنعكس على الجو الداخلي». وقال ان قوى 14 آذار التي نجحت في الانتخابات النيابية، «لم تسع الى تشكيل حكومة من لون واحد او ان يحكم لبنان من فريق واحد». وأكد «أننا نطالب بأفضل العلاقات بين لبنان وسورية على قاعدة تنفيذ اتفاق الطائف وعلى قاعدة السيادة والاستقلال مقابل اوضح صور التعاون والتنسيق».