دعا رئيس البرلمان العراقي اياد السامرائي الى تطوير العلاقات العراقية الايرانية في جميع المجالات ومنع تسلل الارهابيين عبر الحدود، فيما اعتبر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني ان تطور ايران تقنياً واقتصادياً وصناعياً سيكون له اثر في التنمية الاقتصادية في العراق. والتقى السامرائي، الذي بدأ زيارته الى ايران اول من امس، عدداً من المسؤولين الايرانيين، بينهم نظيره لاريجاني والأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، وبحث معهم الأوضاع في المنطقة عموماً والعراق خصوصاً، كما دعا طهران الى اطلاق الحصص المائية للعراق في نهري الوند والكارون بعدما تسبب حجب مياه النهرين بأزمات زراعية وبيئية كبيرة في محافظتي ديالى (شرق بغداد) والبصرة (جنوب بغداد). وأكد السامرائي في بيان أن «أمن العراق واستقراره هو البوابة التي سيخرج منها آخر جندي أجنبي من المنطقة وإزالة المخاوف المترتبة عن ذلك». وأضاف أن «جميع دول الجوار تؤكد حرصها على أمن العراق، ولكن من الناحية العملية فإن مشكلة تسلل العناصر الإرهابية والأسلحة والذخائر الى العراق ما زالت قائمة، ما يعكس ضعفاً في الجانب الإجرائي والتنفيذي». وأوضح البيان ان السامرائي طرح موضوع حقول الألغام على الشريط الحدودي ومخلفات الحرب العراقية الإيرانية وسبل التعاون في إزالتها وإزالة الأضرار المترتبة عنها. وقال السامرائي خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الإيراني انه تم «التأكيد على موضوع المياه لان العراق يشكو حالة من الجفاف الشديد في عدد من المناطق، خصوصاً في ديالى والبصرة التي يتم تزويدها من الأنهر الإيرانية. لذا لا بد من معالجة هذه المسألة المصيرية بالنسبة الى الشعب العراقي وأخذها في الاعتبار حتى لو كانت هناك حاجة للمياه في إيران فيجب ان لا تكون على حساب مصلحة العراق». وأضاف: «ناقشنا ملفات عدة تشغل الشعب العراقي أهمها أوضاع اللاجئين أو المهجرين العراقيين الموجودين في إيران، وملف ترسيم الحدود بين البلدين إضافة إلى موضوع أسرى الحرب العراقية الإيرانية الذين لم تحسم أمورهم إلى الآن». وتابع: «لمسنا تجاوباً واستعداداً من الجانب الإيراني لحسم هذه الملفات من طريق التعاون بين البلدين». ونقلت وكالة «مهر» الايرانية عن السامرائي بعد لقاء لاريجاني ان اللقاء هدف الى «ترسيخ وتطوير العلاقات الاخوية مع ايران في شتى المجالات». من جهة أخرى، اعتبر لاريجاني، في بيان أصدره بعد لقائه السامرائي، ان «تطور ايران تقنياً واقتصادياً وصناعياً يعتبر سنداً مهماً لتحقيق التنمية الاقتصادية في العراق». وأضاف ان «الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت وستبقى دوماً المدافعة عن الشعب العراقي في الظروف الصعبة»، موضحاً ان «هذا الدفاع يرتكز على المبدأ الديني الاسلامي والاستراتيجي، ومنبثق من رؤية الثورة الاسلامية ومؤسس الجمهورية الاسلامية الى قضايا العالم الاسلامي». وأضاف: «استناداً الى هذه الرؤية ساندت الجمهورية الاسلامية الايرانية على الدوام المؤسسات والحركة الوطنية الشعبية في العراق». وأكد لاريجاني أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي وتنفيذ المشاريع العمرانية المشتركة من قبل القطاع الخاص، داعياً الى ازالة العقبات الادارية والاسراع في تنفيذ الاتفاقات بين البلدين. من جهته اعتبر جليلي ان «وجود عراق حر يملك نظاماً شعبياً يمثل أمنية تاريخية لدى شعب ايران وحكومته»، وان «الشعب العراقي الذي ذاق طعم التحرر من نظام صدام (حسين) الديكتاتوري يستحق الحصول على التقدم والرخاء والتطور». وقال جليلي في بيان صحافي اعقب اللقاء ان «استراتيجية ايران تتعارض مع الاحتلال وتدعم مسار العملية الديموقراطية وتعزيز الاستقرار والثبات والتقدم والوحدة الوطنية في العراق»، فيما نقل البيان عن السامرائي قوله ان «العراق يريد إقامة أفضل العلاقات مع ايران باعتبارها بلداً جاراً كبيراً»، مشدداً على «ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين لا سيما في المجال الأمني».