دعا وزير السياحة السوري سعدالله آغة القلعة الدول العربية إلى تطبيق اتفاقية تحرير الأجواء العربية التي وقعتها بلاده عام 2006، وناشد جامعة الدول العربية الإسراع في إصدار تعليمات تنفيذية لها للبدء في اقلاع هذا العمل. وقال القلعة في كلمة له أمس أمام «المنتدى السياحي العاشر حول الطيران المنخفض التكلفة والسياحة البينية العربية» الذي عقد في دمشق بالتزامن مع مؤتمر سورية الأول لتكنولوجيا الطيران: «إن دخول الطيران المنخفض التكلفة إلى الوطن العربي يؤثر في اختيار السياح مقاصدهم السياحية وبخاصة للشرائح البعيدة والمتوسطة الدخل». ورأى أن استخدام الطائرات المنخفضة التكلفة يفيد السياحة العربية البينية في حال أحسنت وزارات السياحة العربية إدخال هذا النمط من الطيران ضمن سياساتها التسويقية. وأوضح «أن حصة الطيران المنخفض التكلفة في الحركة الجوية العربية لا تزال متواضعة ولا تزيد في أحسن الاحوال عن 9 في المئة، وهو يلائم المغتربين في دول ليست بعيدة والسياحة الدينية والثقافية والسياحة الداخلية وسياحة المقصد الواحد». وتوقع أن يتجاوز السياح في سورية هذه السنة ستة ملايين سائح، ويبلغ معدل نموهم نحو 10 في المئة على رغم أزمة المال العالمية. ويشارك في فعاليات المعرض والمؤتمر نحو 75 شركة من 12 دولة مختصة بالطيران المدني والنقل والشحن الجوي وصناعة الطائرات وصيانتها وأنظمة الملاحة الجوية والنظم البصرية الإلكترونية والمراقبة الجوية وأنظمة السلامة والأمان والخدمات الجوية وحجز التذاكر والاتصالات وتقانة المعلومات. ويناقش المنتدى على مدى يومين موضوعات تتعلق بالاستثمار في مجال الطيران وتأثيرات الأزمة المالية في قطاع الطيران والنقل الجوي، إضافة إلى تأثيرات الطيران المنخفض الكلفة في الحركة السياحية في شكل عام. ويُعقد المؤتمر في وقت تسعى وزارة النقل السورية إلى تحرير الأجواء الداخلية بهدف تمكين شركات الطيران الخاصة التي ستؤسس في البلاد، من تأمين خدماتها بين المطارات السورية. وأشارت الإحصاءات التي عرضت في المنتدى إلى ان شركات الطيران العربية تمتلك 700 طائرة قيمتها 60 بليون دولار، وبلغت عائداتها العام الماضي نحو 20 بليون دولار. ويعمل في القطاع أكثر من 120 ألف عامل. واعتبرت مديرة النقل والسياحة في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مواهب خلاف، الأسطول الجوي العربي من احدث أساطيل النقل الجوي في العالم، يأتي ثانياً بعد العقار في جذب الاستثمارات. ولفتت إلى «أن قطاع الطيران يعد العصب الأساس لقطاع السياحة الذي يمثل 7 في المئة من الاقتصاد العربي». وأكدت ان اغلب الشركات العاملة في النقل الجوي مملوكة حتى الآن من حكومات وليس من القطاع الخاص. وقالت: «إن شركات الطيران المنخفضة التكلفة حققت نجاحات ملموسة في المنطقة العربية وبخاصة في المملكة المغربية التي طبقت سياسات تحرير كاملة بينها وبين الاتحاد الأوروبي، بعدما أنشئت الشركة العربية للطيران، وبلغ عدد المسافرين على متنها نحو 2.7 مليون في 2006». ويعتمد الطيران المنخفض التكلفة على الأسعار الرخيصة مع الاستغناء عن خدمات كثيرة تقدم خلال رحلات الطيران التقليدي مثل وجبات الطعام وغيرها. ودعا رئيس المنظمة العربية للسياحة بندر بن فهد آل فهيد إلى زيادة إنشاء شركات طيران منخفض التكلفة، وأن تقدم الحكومات العربية التسهيلات لها حتى تحقق الهدف المنشود. وقال: «لا بد من ان تكتمل البنية التحتية حتى تنطلق تلك الشركات إلى عدد من الدول العربية».