شن سلاح الجو الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر غارات على أهداف في مدينة غريان جنوبطرابلس ومعبر رأس جدير على الحدود مع تونس، وذلك في إطار ضربات جوية متواصلة على مواقع قوات «فجر ليبيا» الإسلامية. وأفادت مصادر أنّ طائرة تابعة لعمليّة «الكرامة» التي يقودها اللواء حفتر، استهدفت مبنى كلية العلوم في جامعة غريان. ونقلت «وكالة أنباء التضامن» عن أحد المصادر أنّ الطائرة حاولت استهداف مواقع عسكرية داخل المدينة لكنها فشلت بسبب إطلاق المضادات الأرضية بكثافة، فاستهدفت مبنى الكلية «بشكل عشوائي». ولم توقع الغارة ضحايا. في الوقت ذاته، أكد عميد بلدية زوارة حافظ جمعة أن طائرة عسكرية قصفت أمس، مواقع عدة في منطقة رأس جدير، ما أسفر عن سقوط قتيل وأربعة جرحى. ورجح جمعة أن تكون الطائرة حاولت استهداف البوابة الأمنية الحدودية الليبية. وتشهد مدينة زوارة استنفاراً أمنياً وعسكرياً كبيراً للتصدي لعمليات القصف الجوي المتواصلة لليوم الرابع على التوالي. كذلك أفاد «آمر محور بوسليم» في غرفة عمليات «فجر ليبيا» صلاح البركي أن طائرة حربية ليبية قصفت محيط معهد المهن الشاملة في منطقة قصر بن غشير في طرابلس ظهر الخميس٬ من دون أن تخلف أي أضرار بشرية أو مادية. وأوضح مدير الأمن الوطني في قصر بن غشير نورالدين الشتوي إن الطائرة استهدفت «مخازن لأعلاف الدواجن» قرب من معهد المهن الشاملة من دون أن يسفر القصف عن وقوع خسائر بشرية أو مادية. في غضون ذلك، دانت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا الغارات الجوية وتصاعد أعمال العنف في ليبيا، مؤكدة أنها لن تؤثر في جهودها لاستئناف الحوار. وأعربت البعثة في بيان مساء الخميس عن قلقها العميق من «التأثير الكارثي لهذه الهجمات على المدنيين والممتلكات والبنية التحتية»، مشيرة إلى أن «مواصلة التصعيد وكذلك التصريحات التي تهدد بالمزيد من الأعمال العسكرية لا تساعد في إيجاد البيئة المواتية للحوار السياسي، إضافة إلى أن ذلك، يرقى إلى محاولة تقويض فرص الحوار». وأكدت البعثة أن «كل الأطراف الليبية المؤثرة مدعوة إلى بذل ما في وسعها لضمان وقف هذا التصعيد على الفور»، معربة عن قناعتها بأن «من يحاولون تقويض الحوار من خلال هذه الهجمات لن يحققوا أهدافهم. فالليبيون يتمنون النجاح لهذا الحوار ولن تردعهم هذه المحاولات عن دعمه والمشاركة فيه». وذكرت البعثة بأنه وفقاً لقرار مجلس الأمن الرقم 2174، فإن الذين يهددون السلم أو الأمن أو الاستقرار في ليبيا يواجهون عقوبات، كما نبهت الأطراف الليبية إلى «التزاماتها وفقاً للقانون الإنساني الدولي، والذي يمنع الهجمات على الأهداف المدنية مثل المطارات أو الموانئ أو غيرها من المرافق التي لا تستخدم لأغراض عسكرية». من جهة أخرى، أكد رئيس تحرير قناة «الشروق» الجزائرية قاضي بومضول أمس، نجاة مبعوثة القناة إلى ليبيا ناهد زوراطي من عمليّة قنص تعرّضت لها قرب مدينة صبراتة. وأوضح بومضول أن قناصين مجهولين حاولوا استهداف زوراطي ومن معها أثناء قيامهم بمهمة إعلامية في المنطقة المُشار إليها، ما أدّى إلى وفاة أحد الأفراد المكلّفين بحمايتها وهو ليبي الجنسية. يُذكر أن بومضول لم يُشر إلى الجهة التي حاولت استهداف طاقم القناة (المراسلة والمصوّر) الذي دخل إلى ليبيا قبل فترة في مهمة إعلامية. روما (أ ف ب)، أكد وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني أمس، أن بلاده لن تقبل بتقسيم ليبيا وهي تدعم الجهود الدولية الرامية إلى جمع المعتدلين إلى طاولة مفاوضات. وقال الوزير خلال لقاء مع وسائل الإعلام الأجنبية إن «إيطاليا كبلد لا تستطيع القبول بتقسيم ليبيا. لا يمكن أن يتحقق ذلك، أي أن تقسم ليبيا إلى جزء جيد وإلى آخر فيه من كل شيء، على بعد مئتي ميل عن سواحلنا». وتدعم إيطاليا جهود الأممالمتحدة التي تسعى إلى جمع أطراف الأزمة الليبية، كما أكد وزير الخارجية الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي حالياً. ودعت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا الأربعاء، إلى عقد اجتماع جديد للحوار بين مختلف الأطراف في هذه الأزمة الثلثاء المقبل. وأكد جينتيلوني أيضاً استعداد إيطاليا للمشاركة في عملية «حفظ سلام» في ليبيا، لكن فقط إذا توفرت الشروط على الأرض وبدأت عملية سلام فعلية. وأضاف: «للأسف الوضع ليس كذلك الآن».