قرر المخرج المسرحي الشاب أحمد نجدي الشهير ب «أوسكار نجدي» القيام بما يحبه، بين رقص وغناء وتمثيل في مشروع واحد سماه فرقة «أوسكاريزما باند» المسرحية التي تجمع في عروضها ما بين التمثيل وغناء المونولوجات الشعبية والرقص في الشوارع. وتتنوع الآلات الموسيقية الموجودة في الفرقة ما بين آلات معدلة تقدم الموسيقى البرازيلية (السامبا تحديداً) وآلات تقدم موسيقى الغناوة من المغرب العربي، وأخرى تقدم الموسيقى الموجودة في جنوب أفريقيا. ويوضح نجدي أن أعضاء «أوسكاريزما» 55 عضواً منهم من يلقي الشعر، وآخرون يرقصون الهيب هوب. ويقول: «تتميز الفرقة بأنها لا تنتظر الجمهور ليأتي إليها بل تذهب إليه في كل ربوع مصر. فمن عزبة عثمان في شبرا إلى حارة البلاقسة في عابدين وحتى خارج القاهرة ذهبت إلى حي جديلة في المنصورة وأحياء الفقراء والمهمشين في بورسعيد وغيرها». وعلى رغم نجاح الفرقة بين الجمهور في الشارع أو في محطات المترو، إلا أن القيمين عليها لم ينسوا المسرح، فقدمت عروضاً في مسارح «الهوسابير» و»العرايس» و»الطليعة» و»ساقية الصاوي» ومسرح «الضمة» ومعرض الكتاب الدولي الذي عرضت فيه أكثر من مرة. ويشير نجدي إلى أن الفرقة تأسست عام 2007 عندما كان يُخرِج مسرحيات في ختام العام الجامعي، تُشبه ما كان يقدمه الخواجة بيجو وأبو لمعة في ستينات القرن الماضي، ما قابله الجمهور بترحيب شديد دفعه إلى أن يقوم بإخراج عروض لفرقته تشتمل على الكوميديا والرقص والبانتوميم، وتعاون معه في ذلك طلاب من كلية التربية الموسيقية وكورال الفريق الغنائي في الجامعة. ومن هنا بدأت الفكرة تتطور. ولا ينكر أنه وزملاءه تأثروا بفنانين عالميين من صربيا مثل إميل كوستاريكا إذ إن كل الناس هناك ترقص وتعزف موسيقى، وكذلك تأثر هو شخصياً بالفنان العالمي مايكل جاكسون في أدائه الراقص تحديداً. ويلفت نجدي إلى أن مصر تملك مواهب كثيرة لتأسيس فرق مسرحية غنائية راقصة عالمية، لكن ينقص هذه المواهب الثقة بالنفس. وحول المسرحيات التي يقدمها فريق «أوسكاريزما» يقول: «قدم العديد من الأعمال ومنها «السحب»، وهي نص إغريقي لإريستفاني و»كرنفال الأشباح» لموريس دي كوبرا، ولكن أقربها الي مسرحية «مشعلو الحرائق» وهي لكاتب ألماني من أصل سويسري هو ماكس فريش وحصلت على العديد من الجوائز كجائزة أحسن ممثل وأحسن مخرج». وتتناول المسرحية الخوف والإرهاب في حياتنا والمقولة الشهيرة في المسرحية إن «الخوف أعمى من الأعمى»، مشيرة الى أن الخوف من شيء يبدل مواضع الشك باليقين والعكس. وتسعى فرقة «أوسكاريزما باند» إلى تقديم عروضها في كل محطات المترو في مصر، وفي كل إصلاحيات الأحداث وملاجئ الأيتام. ويرى نجدي أن الفن والموسيقى كفيلان بتغيير مسار العديد من المجرمين ليتحولوا إلى أسوياء. ويلفت إلى أنه فكر في ذلك بسبب نشأته في منطقة شعبية هي عزبة عثمان في شبرا الخيمة حيث كان الشباب يتجمعون لتعاطي المخدرات والتحرش بالفتيات، لكنه هو ومجموعة من أقرانه انعزلوا عن ذلك وصنعوا لهم عالمهم الخاص الذي بدأوه بحبهم لتقليد رقص الفنان العالمي مايكل جاكسون ومن ثم الاشتراك في قصور الثقافة حيث مثّلوا في مسرحيات ك «البحث عن دور» من إخراج أحمد مجدي و»الفخ» لألفريد فرج. حصل أحمد نجدي على العديد من الجوائز أهمها أحسن مخرج وأحسن ممثل بانتوميم على مستوى جامعات مصر، كما حصل مع فريقه على جائزة «سمعنا» من «المورد الثقافي».