تقام اليوم (الاثنين) 4 مباريات مهمة، في الجولة الثانية من بطولة كأس العالم للشباب لكرة القدم المقامة حالياً في مصر، فتلتقي مصر مع الباراغواي وإيطاليا مع ترينداد وتوباغو في المجموعة الأولى، فيما تلتقي نيجيريا مع اسبانيا وتاهيتي مع فنزويلا. في المجموعة الثانية يخوض المصريون مباراتهم الثانية في البطولة وسط حال ترقب كبيرة من جماهيرهم والتي تأمل في تحقيق الفوز خصوصاً أن المباراة ستقام على استاد القاهرة. وكان "الفراعنة" الصغار فازوا في الجولة الأولى على ترينداد وتوباغو 4-1 بعد أداء قوي، وتطمح مصر إلى تحقيق الفوز لضمان التأهل للدور الثاني، فيما تسعى الباراغواي للفوز لمحاولة الهروب من الخروج الباكر. والتقى الفريقان من قبل في بطولة عام 2001 بالأرجنتين وفاز المنتخب المصري بهدف سجله محمد اليماني وخطف الميدالية البرونزية. وأدت مصر تدريبها الرئيسي مساء أول من أمس (السبت) في الملعب الفرعي لاستاد القاهرة، وركز خلاله المدير الفني التشيخي ميروسلاف سكوب وجهازه المعاون على أداء الضربات الثابتة بشكل كبير وكذلك الكرات العرضية والاختراقات من العمق، وحفظ الجهاز الفني اللاعبين أدوارهم الدفاعية والهجومية وكيفية الربط بين الخطوط مع سرعة التحول وصنع جبهات هجومية من العمق وعلى الأجناب، وكلف سكوب اختصاصي التأهيل النفسي بعلاج حال القلق لدى اللاعبين قبل مباراة اليوم ونسيان نتيجة مباراة ترينداد. ويؤكد سكوب أن خطته ستعتمد على الهجوم من أجل حسم المباراة باكراً لضمان التأهل للدور الثاني قبل مواجهة ايطاليا الخميس المقبل، مشيراً إلى أنه عالج الثغرات الدفاعية التي ظهرت أمام ترينداد وتوباغو والتي جاء من إحداها هدف المنافس الوحيد، مشدداً على أن الأداء الجيد سيتواصل أمام الباراغواي. وقال: "سيلعب الفوز في لقاء اليوم دوراً أساسياً لقطع تذكرة التأهل للدور الثاني لأن الفريق سيصل للنقطة السادسة». من جانبه، أكد المدرب العام للمنتخب المصري هاني رمزي أن الجهاز الفني حرص على مشاهدة مباراة باراغواي وايطاليا وتم تسجيلها وسنعيد مشاهدتها مع اللاعبين لتعريفهم على نقاط الضعف والقوة بالمنافس، وتوقع رمزي أن يحضر إلى استاد القاهرة جمهور كبير يفوق ال80 ألف متفرج، وأضاف: "سيكون حضور الجماهير حافزاً معنوياً ولن يشكل أي شد عصبي للاعبي الفريق بعد تجربة لقاء الافتتاح الناجحة نفسياً بالنسبة للاعبين أمام الجماهير". فيما أبدى حارس مرمى المنتخب المصري علي لطفي رضاه التام عن المستوى الذي ظهر به في المباراة الافتتاحية أمام ترينداد وتوباعو. ووعد لطفي الجماهير المصرية بمواصلة التألق في مباراة اليوم المهمة، وقال لطفي إن الفضل في تألقه بعد توفيق الله يرجع لمدرب حراس مرمى المنتخب فكري صالح الذي منحه الثقة لحماية عرين المنتخب في لقاء الافتتاح أمام ما يقرب من 80 ألف متفرج. من جهته، يسعى المدير الفني لمنتخب باراغواي الأرجنتيني أدريان البيرتو كوريا إلى تخطي عقبة أصحاب الأرض ومواجهة الحشد الجماهيري المتوقع للتأهل للدور الثاني خصوصاً بعد التعادل السلبي أمام إيطاليا. وأكد أدريان أنه درس منتخب مصر جيداً، "نسعى إلى الفوز لنقترب خطوة من تحقيق هدفنا بالتأهل للدور الثاني". وتابع كوريا: "شاهدت مصر أمام ترينداد وتوباغو ودرست أسلوب لعب الفريق جيداً". وأضاف: "مباراة مصر مهمة للغاية وسنخوضها بكل ثقة". ويعد مهاجم فياريال الإسباني هرنان بيريز من أبرز نجوم باراغواي وبجواره روبين راميريز وفيديريكو سانتاندير ويعتبر لاعب الوسط الهجومي بيريز ورأس الحربة راميريز من أبرز ما أنجبته أكاديمية الشباب في نادي ليبرتاد، فيما نشأ سانتاندير في صفوف نادي جوارانى، كما ستتجه الأنظار إلى كل من الحارس جويل سيلفا والمدافع رونالد. ويعتقد المنظمون أن الجماهير سيكون لها الدور الأكبر في إنجاح البطولة وكذلك دفع المنتخب المصري للمنافسة على اللقب. ويقول رئيس اللجنة المنظمة هاني أبوريدة: «المساندة من الجماهير فاقت كل توقعاتنا ولكنني كنت في قمة سعادتي وأنا أرى الجماهير المصرية حريصة على مساندة فريقها بهذا الشكل الرائع، إنها دفعة قوية للبطولة، وتدفعنا لمزيد من الجهد في الفترة القادمة لنكون على مستوى توقعات جماهيرنا». وقد سجل الحضور الجماهيري في افتتاح بطولة «مصر 2009 « ثاني أكبر حضور جماهيري لمباريات الافتتاح في تاريخ بطولات الفيفا للفئة العمرية نفسها بعد المكسيك عام 1983 إذ ظهر 900 و108 في ملعب المباراة لتشجيع المكسيك أمام أستراليا. وفي الوقت نفسه خاطب أبوريدة الجماهير المصرية مطالباً إياها بالحضور لجميع المباريات والاستمتاع بنجوم الغد وحتى تلك المباريات التي قد لا يكون المنتخب المصري طرفاً فيها. وكانت مباراة إيطاليا والباراغواي الجمعة الماضي سجلت أفقر حضور جماهيري حتى الآن في ملعب العاصمة الرئيسي، بينما تشهد المباريات الأخرى في المحافظات حضوراً جماهيرياً جيداً ولكن سيكون من الصعب للغاية معادلة الحضور الجماهيري القياسي الذي تحقق في النسخة السابقة في كندا 2007 و بلغ 1,195,239 متفرجاً. وفي اللقاء الثاني في المجموعة الأولى لا بديل لإيطاليا إلا الفوز على ترينيداد وتوباغو للاستمرار في المنافسة على التأهل للدور الثاني، خصوصاً بعد سقوطها في فخ التعادل مع باراغواي, فيما تأمل ترينيداد وتوباغو في تحسين صورتها بعد سقوطها برباعية أمام المنظم في الافتتاح. الفرصة الأخيرة لنيجيريا منتخبا إسبانيا ونيجيريا ليسا غريبين عن النجاحات في بطولة كأس للشباب، فقد سبق لهما أن أنهيا المنافسات في المراكز الثلاثة الأولى في 3 مناسبات مختلفة، ولكن وحده المنتخب الإسباني نجح في أن ينتزع اللقب، وبفضل هذه الإنجازات المبهرة، يخوض الفريقان دور المجموعات وهما مرشحان لاحتلال المرتبتين الأولى والثانية عن المجموعة الثانية، وبالتالي ضمان التأهل إلى الأدوار الإقصائية ولكن سقوط نيجيريا في اللقاء الأول أمام فنزويلا صفر-1 قلب الموازيين وخلط الأوراق، وهو ما يجعل موقعتهما اليوم غاية في القوة والإثارة، خصوصاً أن المنتخب الإسباني يكفيه التعادل لحجز أحد مقعدي المجموعة بعدما دهس تاهيتي 8-صفر. وسيخيب أمل الذين ينتظرون أن يكون هذا اللقاء ثأرياً لمنتخب إسبانيا بعد خسارته أمام منتخب النسور في نهائي كأس العالم تحت 17 سنة كوريا 2007، وذلك لأن عناصر قليلة فقط من أعضاء الفريق الذي شارك في تلك المباراة ستكون حاضرة في مصر. وعلى رغم ذلك، فإن كلاً من نيجيريا وإسبانيا تتطلعان لاحتلال المركزين الأولين وللمرور مباشرة إلى الدور الثاني، ما سيجعل من المباراة حاسمةً، فبينما سيكون بإمكان الرابح أن يعقد آمالاً كبيرة على تصدر المجموعة، سيحتاج الخاسر إلى أن يزيح كل العقبات التي تواجهه في المباراة الأخيرة لكي يتفادى إمكان الخروج المذل. ويكمل منتخبا فنزويلا وتاهيتي هذه المجموعة ولديهما قاسم مشترك هو أنهما يشاركان في البطولة للمرة الأولى في تاريخهما، وبما أن تأهلهما إلى نهائيات كأس العالم يعد في حد ذاته إنجازاً تاريخياً، وبما أن لا شيء يخسرانه فقد يشكلان خطراً على منتخبي إسبانيا ونيجيريا وهو ما حدث فعلاً عندما فجرت فنزويلا مفاجأة من العيار الثقيل وهزمت نيجيريا وتبحث اليوم أيضاً عن 3 نقاط جديدة أمام تاهيتي المتواضعة وهي الأقرب للفوز لتظل المرحلة الثالثة حاسمة في صراع التأهل.