افتتح مساء أمس «مؤتمر جوبا» الذي دعت إليه «الحركة الشعبية لتحرير السودان» التي تحكم إقليمالجنوب بحضور عدد كبير من قادة الأحزاب السياسية السودانية المختلفة وفي ظل غياب لافت لشريك «الحركة الشعبية» في السلطة حزب المؤتمر الوطني بقيادة الرئيس عمر البشير. ويخشى حزب الرئيس السوداني من أن يُستغل المؤتمر ل «محاكمة» فترة حكمه المستمرة منذ انقلاب «الإنقاذ» في عام 1989.ويُتوقع أن يناقش «مؤتمر جوبا» خمسة محاور أساسية على رأسها عملية السلام والتحوّل الديموقراطي في جلساته التي تستمر حتى الثلثاء وتصدر عنه توصيات. وسيناقش المؤتمر خصوصاً مساعي إحلال السلام في دارفور وتطبيق اتفاق السلام الشامل الذي أنهى في عام 2005 الحرب بين شمال السودان وجنوبه والذي لا يزال بعض بنوده محور خلاف بين شريكي الحكم. ويشارك في المؤتمر عدد من أحزاب المعارضة بينها حزب الأمة القومي الذي يقوده رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي وحزب المؤتمر الشعبي بقيادة الدكتور حسن الترابي والحزب الشيوعي برئاسة محمد إبراهيم نقد. على صعيد آخر، أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أمس انهاء الرقابة الأمنية المفروضة على الصحف منذ 17 شهراً. br / وقال وزير الإعلام الزهاوي إبراهيم مالك في تصريح عقب لقاء البشير قيادات اتحاد الصحافيين ومجلس الصحافة والمطبوعات في حضور وزير العدل عبدالباسط سبدرات والمدير العام لجهاز الأمن الفريق محمد عطا، إن الرئاسة أمرت جهاز الأمن بانهاء الرقابة الأمنية اعتباراً من أمس. وأوضح أن البلاد تدخل مرحلة جديدة من التحول الديموقراطي وتستعد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل. ورأى مالك قرار إنهاء الرقابة القبلية عن الصحف «لحظة تاريخية ويوماً مباركاً في تاريخ البلاد»، معرباً عن أمله في أن يلتزم الصحافيون المهنية وأن يكون ضميرهم هو الرقيب على أداء مهماتهم تجاه وطنهم. وتصدر في السودان نحو ثلاثين صحيفة يومية باللغتين العربية والانكليزية وبعضها مستقل وبعضها يعبّر عن الطيف السياسي والفكري في البلاد. وكانت السلطات السودانية فرضت رقابة أمنية على الصحف منذ شباط (فبراير) 2008 بعدما نشرت أن الحكومة دعمت متمردي تشاد الذين شنوا هجوماً على العاصمة التشادية نجامينا بمئات السيارات ووصلوا حتى القصر الرئاسي لكنهم فشلوا في إطاحة الرئيس إدريس ديبي. وظل ضباط من جهاز الأمن ينتشرون كل مساء في قاعات تحرير الصحف لحذف المواضيع التي يعتبرونها لا تتفق مع توجهات الدولة وتضر بالبلاد. إلى ذلك، أنهى مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق محمد عطا زيارة غير معلنة للقاهرة أمس استمرت يومين هي الأولى له إلى خارج البلاد منذ تسلمه مهماته الشهر الماضي. وأفيد أنه التقى مدير المخابرات العامة المصرية الوزير عمر سليمان إلى جانب عدد من المسؤولين المصريين. وتزامنت زيارة عطا مع وصول وفد من الحركات المسلحة في دارفور إلى القاهرة لمواصلة المشاورات لتوحيد نفسها قبل جولة محادثات سلام جديدة من المقرر عقدها نهاية تشرين الأول (اكتوبر) المقبل. من جهة أخرى، أعلن الجيش السوداني، أمس، أنه طرد متمردي «حركة تحرير السودان» بزعامة عبدالواحد محمد نور من منطقة كورما في ولاية شمال دارفور بعد مواجهات استمرت أياماً وبسط سيطرته الكاملة عليها. وخرج سكان في مدينة الفاشر عاصمة الولاية في تظاهرة احتفالاً بالمناسبة. وأوضح قائد الجيش في الفاشر اللواء يعقوب إبراهيم لدى مخاطبته التظاهرة أن دخول القوات الحكومية إلى كورما جاء بغرض تأمين المواطنين واستعادة ممتلكاتهم التي نُهبت، موضحاً أن الهدف من الخطوة أيضاً بسط الأمن من أجل إتاحة الفرصة لتقديم الخدمات.br / وأضاف ان طرد المتمردين من المنطقة جاء بعد مقاومة ضعيفة أحياناً وشرسة أحياناً أخرى، وأشار إلى أن الجيش دمّر أعداداً كبيرة من سيارات المتمردين وأسر أعداداً أخرى بأسلحتهم وعتادهم. على صعيد آخر، نفى مستشار الرئيس السوداني لشؤون الأمن القومي الفريق صلاح عبدالله ما أعلنه «الجيش الشعبي لتحرير السودان» الذي يسيطر على إقليمجنوب البلاد عن تسلل زعيم متمردي «حركة جيش الرب» الأوغندية جوزيف كوني المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب في بلاده إلى دارفور، وسعي الخرطوم إلى استخدامه ضد متمردي دارفور. واعتبر عبدالله تصريح معلومات «الجيش الشعبي» تلفيقاً ومزايدات سياسية تستهدف تشويه صورة الجيش السوداني، مشيراً إلى أن حكومة الجنوب تعلم مكان وجود كوني الذي قاتل القوات الحكومية في جنوب البلاد وقتل عدداً من جنودها.