شدد رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في أول جلسة للحكومة اللبنانية الجديدة برئاسته أمس، على بناء شبكة الأمان السياسية في لبنان على أساس «إعلان بعبدا» في مقابل «تلاحق الأزمات والحوادث الأمنية والتعديات على الجيش وانفجارات وسيارات مفخخة ونزف طرابلس»، معتبراً أن «هذه الحكومة صنعت في لبنان بعد 20 سنة من وجود سوري كان يساعد في تأليف الحكومات وقبلها 20 سنة حروباً داخلية وانقسامات وتعطيلاً فأتينا من جديد لنقيم دولة ونؤلف حكومات». وإذ أكد سليمان أن هذه الحكومة «من أفضل الحكومات وفيها مشاركة من الجميع ولا يوجد فيها أي أمر يشير الى تعطيل»، أشار الى أن عمرها قصير والمطلوب منها كثير والأمن في الدرجة الأولى وتأمين البيئة الدستورية للاستحقاق الرئاسي والانتخابات النيابية ومواكبة المبادرات الدولية والإقليمية الهادفة لتأمين الاستقرار في لبنان ومواجهة النزوح من سورية. وشكّل مجلس الوزراء أمس لجنة سباعية ستجتمع اليوم برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام الذي أكد خلال الجلسة أن تأليفها ترك أثراً إيجابياً في البلد وشدد كسليمان على توفير الأمن. ودعا سلام الوزراء الى أن يكونوا انتقائيين في تحديد أولويات وزاراتهم. وشدد سليمان وسلام، بعد تأليف لجنة صوغ البيان الوزاري، على أن يأتي مضمونه من أجواء ما تضمنته كلمتا كل منهما في الجلسة، وأكد مصدر وزاري أن الوزراء لم يناقشوا أي فكرة تتعلق بالبيان باستثناء طرح هذه النقطة. وأوضح وزير الإعلام الجديد رمزي جريج أن هناك توجهاً لصوغ البيان «في سرعة قصوى». وافاد مصدر وزاري بان التشديد تم على وجوب إعطاء الأولوية للملفات الاقتصادية والاجتماعية وتحريك عجلة الاقتصاد عبر الوزارات، خلال 96 يوماً هي عمر الحكومة التي يفترض أن تستقيل بانتخاب رئيس جديدة للجمهورية. وواصل الوزراء الجدد تسلّم وزاراتهم، وبعضها من خصومهم السياسيين، أبرزها تسلّم الوزير بطرس حرب وزارة الاتصالات من سلفه نقولا صحناوي المنتمي الى «التيار الوطني الحر»، فيما سلطت الأضواء على حقيبة الداخلية المهمة والتي تسلمها النائب نهاد المشنوق من سلفه الوزير مروان شربل. وتوالت مواقف الترحيب والدعم لقيام الحكومة من دول أجنبية وعربية. وفيما ركز بعضها على «اعتدال المجموعات السياسية وتطوير الحوار بينها كدعائم لاستقرار لبنان، اعتبر السفير السعودي في لبنان علي بن عواض عسيري تشكيل الحكومة إنجازاً لبنانياً أتى ثمرة تلاقي إرادات كل القوى السياسية في سبيل الوصول الى مستوى من التفاهم اللبناني – اللبناني». وتمنى أن تستمر التفاهمات على كل الأمور التي تعترض مسيرة لبنان ويصبح التفاهم الحالي فاتحة لتفاهم أكبر». كما أمل «بتحييد لبنان عن الصراعات والعنف». واللافت أن سلام تلقى برقية تهنئة من نظيره السوري وائل الحلقي، بحسب ما ذكرت وكالة «سانا» السورية للأنباء. كما أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم هنّأ نظيره اللبناني جبران باسيل وأكد حرص الحكومة السورية على التعاون والتنسيق مع لبنان. ودعا الى «العمل على صون سيادة واستقلال لبنان وسورية لمواجهة الاستهداف الخارجي». وتوقع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في خطاب له أمام اتحاد البرلمانات المنضوية في منظمة التعاون الإسلامي أن يجري تشريع قانون جديد للانتخابات. ودعا بري الى إيجاد حل للأزمة السورية عبر اجتماع يشمل روسيا، الولاياتالمتحدة الأميركية، إيران، السعودية وتركيا زائد الصين والاتحاد الأوروبي. واعتبر أن «سلوك إيران طريق التفاوض على ملفها النووي، أكد أنه الخيار الصحيح وإن استُبعدت من جنيف – 2 إعلامياً، فإن المفاوضات الحقيقية هي تلك الجارية بعيداً عن الأعين». من جهة أخرى، انتقل زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى مصر ليل أمس في زيارة تستغرق 3 أيام يرافقه وفد من التيار وكتلة «المستقبل» النيابية. وينتظر أن يلتقي الرئيس عدلي منصور ورئيس الوزراء حازم الببلاوي ووزير الدفاع عبدالفتاح السيسي ويزور الأزهر وبابا الأقباط. على صعيد آخر، اجتاز أحد عشر جندياً إسرائيلياً عصر أمس السياج التقني مقابل بلدة ميس الجبل الحدودية في الجنوب، من دون أن يجتازوا الخط الأزرق، وقاموا بإجراء عملية مسح بآلة بحثاً عن ألغام. وأفاد شهود عيان من الأهالي أن الجود الإسرائيليين انتشلوا 3 قطع لطائرة تجسس معادية من نوع «ام. كا»، كانت سقطت في المكان في ظروف غامضة. وتردد أن الطائرة سقطت قبل 5 أيام أثناء مشاركتها في مناورة. وشهدت المنطقة تحركات لدورية مشتركة من الجيش اللبناني وقوات «يونيفيل»، أطلق الإسرائيليون طلقة واحدة أثناء مرورها بجانبهم. واستنفرت قوى الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية. وكان سجل ظهراً، تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء مناطق الجنوب وعلى علو متوسط. وفي البقاع قطع أهالي بلدة اللبوة البقاعية الطريق احتجاجاً على سقوط 6 صواريخ بعد ظهر أمس على مناطق في البلدة وفي خراج بلدتين أخريين. وكشف الجيش اللبناني على مكان إطلاق الصواريخ من أحد الجبال المطلة على اللبوة. وتردد أنها أطلقت من شاحنة قرب عرسال.