رفضت الصين «انتقادات غير معقولة» لبكين في تقرير جديد للأمم المتحدة، يتناول انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية. لكن لم يتضح ما إذا كانت ستعارض أي إجراءات في مجلس الأمن ضد بيونغيانغ. يأتي ذلك غداة دعوة محققين تابعين للأمم المتحدة الى «وجوب» تقديم رؤساء أجهزة الأمن في كوريا الشمالية وربما الزعيم الأعلى كيم جونغ أون، الى العدالة الدولية لإصدارهم أوامر بممارسة التعذيب والتجويع والقتل بصورة ممنهجة، مماثلة لفظائع الحقبة النازية. وهذا التحذير العلني الذي لم يسبق له مثيل لرئيس دولة وتوبيخه من قبل لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة، يعقد على الأرجح جهود إقناع بيونغيانغ بالحد من برنامجها للاسلحة النووية والمواجهات العدائية مع كوريا الجنوبية والغرب. وأشار محققو الأممالمتحدة الى انهم أبلغوا أيضاً الصين، الحليف الرئيسي لكيم، بأنها ربما «تساعد وتحرض على الجرائم ضد الإنسانية» بإعادتها المهاجرين والمنشقين إلى كوريا الشمالية حيث يواجهون التعذيب والإعدام، وهو اتهام أدى إلى توبيخ حاد من بكين. وقالت هوا تشون يينغ الناطقة باسم الخارجية الصينية امس: «بالطبع لا يمكن أن نقبل هذا الانتقاد غير المعقول. نؤمن بأن تسييس قضايا حقوق الإنسان لا يفضي إلى تحسينها في أي بلد». وأضافت: «نعتقد أن إحالة قضايا حقوق الإنسان إلى المحكمة الجنائية الدولية لا يفيد في تحسين الوضع». ورفضت هوا الاجابة عن سؤال عما إذا كانت الصين ستستخدم حق النقض (الفيتو) إذا احيل التقرير إلى مجلس الأمن لاتخاذ مزيد من الإجراءات، ووصفت السؤال بأنه «افتراضي». وقال ديبلوماسيون إن الصين ستمنع على الأرجح مثل هذه الإجراءات. وبسؤالها لماذا منعت الصين محققي الأممالمتحدة من التوجه إلى الحدود الكورية الشمالية حيث يعبر كوريون شماليون الحدود بطريقة غير مشروعة، قالت هوا انها لا تستطيع التعليق ويجب أن تنظر في هذه المسألة. وأضافت: «هؤلاء الناس ليسوا لاجئين. نعتبرهم من المهاجرين غير الشرعيين من كوريا الشمالية». وقالت هوا إن الصين تتعامل مع هؤلاء الأشخاص بشكل ملائم «وفقاً للقوانين الدولية والمحلية والمبادئ الإنسانية». ورفضت تقديم تقديرات لعدد الذين يعبرون الحدود إلى الصين. على صعيد آخر، أعلن مصدر كوري جنوبي امس، أن وفداً من المشرعين الكوريين الجنوبيين سيزور بكين غداً الخميس، هو الأكبر من نوعه منذ إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين في العام 1992. وقال مسؤول في مكتب النائب تشونغ مونغ - جون، الذي ينتمي لحزب «سينوري» الحاكم في كوريا الجنوبية، لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، إن أكثر من 40 مشرعاً كورياً جنوبياً برئاسة تشونغ يبدأون الخميس زيارة تستمرّ أربعة أيام لبكين. وأضاف أن الوفد البرلماني سيجري محادثات مع قادة صينيين، بينهم رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، تشانغ ده جيانغ، الذي وجّه الدعوة إليهم. وتوقّع المسؤول أن يلتقي المشرّعون الكوريون الجنوبيون الرئيس الصيني شي جينبينغ.