حمل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في حديث تلفزيوني أمس، على الدعم الروسي لنظام الرئيس بشار الأسد، وطالب موسكو بأن تقوم بما يفترض أن تقوم به، في إشارة إلى ضرورة قبول نظام الأسد ما جاء في بيان جنيف الأول عام 2012 في شأن قيام حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات في سورية. وقال فابيوس: «إن المعارضة السورية قدّمت اقتراحات معقولة جداً في «جنيف - 2»، وفي المقابل مبعوثو بشار الأسد ممثلو النظام خرّبوا الكثير في المؤتمر. وروسيا كانت قد وافقت على التوصل إلى حكومة انتقالية ولكن لم يحدث شيء بهذا الخصوص، إضافة إلى ذلك هناك تأخير على صعيد تدمير السلاح الكيماوي السوري، خصوصاً أن فرنسا كانت قد ضغطت بقوة من أجل هذا (التدمير). وأيضاً كان هناك اتفاق أن يتم إعطاء الحرية لمدينة حمص، وما حصل كان أن بشار سمح لمدنيي حمص أن يخرجوا منها ولكن ما إن خرجوا حتى تم اعتقال الرجال الذين سمح لهم بالخروج وتعذيبهم». وأضاف: «هو نظام كريه، ونحن نستمر في مساعدة المعارضة المعتدلة ونقول للإيرانيين والروس الذين لهم تأثير: عليهم القيام بما ينبغي القيام به. ونحن الآن قيد مناقشة مشروع قرار في الأممالمتحدة لفرض قرار إنساني». وتابع: «أن الروس يمدون النظام بالسلاح، والإيرانيين عبر «حزب الله» ينظمون المعارك، وهذا معروف. فنحن نطلب من روسيا، خصوصاً وهي دولة كبرى، أن تستخدم تأثيرها كي يتطور الوضع في هذا البلد الذي هو تحت رحمة رئيسه وعائلته. وعلينا الاستمرار في الضغط». وقالت مصادر فرنسية مطلعة على ما يجري في المعارضة السورية إن خلفيات إبعاد اللواء سليم إدريس عن قيادة أركان الجيش الحر تعود إلى فترة أواخر الصيف وبداية الربيع الماضي عندما تم احتلال قاعدة ل «الجيش الحر» على الحدود مع تركيا. ولفتت إلى أن إدريس كان أيضاً على علاقة صعبة مع رئيس «الائتلاف الوطني» أحمد الجربا. وأردفت: «أن الجربا كان يفكّر منذ فترة بإعادة هيكلة قيادة الأركان المشتركة ل «الجيش الحر» بعد مؤاخذات على فشلها خلال قيادة إدريس. وقال مصدر فرنسي مسؤول إن المعارضة لعبت دوراً إيجابياً، وأظهر الجربا تعاملاً جيداً خلال مؤتمر جنيف، لافتاً إلى أهمية أن الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي حمّل النظام مسؤولية الفشل في الجولة الثانية. وقال: «النتيجة التكتيكية لهذه الجولة الثانية (من مفاوضات جنيف) لم تكن سلبية، في حين أن النتيجة السياسية ليست جيدة، ولكن واقع الحال على الأرض أن بشار الأسد لن يفاوض على أي شيء. هناك جولة ثالثة متوقعة في جنيف حتى وإن لم يحدد موعدها حتى الآن».