أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال لقائه رئيس الجمهورية التونسي محمد المنصف المرزوقي ورئيس الوزراء مهدي جمعة في العاصمة التونسية التي وصلها في زيارة مفاجئة أمس، على الدعم الأميركي المستمر للشعب والحكومة التونسيين والعملية الديموقراطية في البلاد. وقال كيري في موتمر صحافي عقده في السفارة الأميركية في تونس، إن «الولاياتالمتحدة قررت تسليم وزارة الداخلية التونسية سيارتين عاليتي التقنية لمكافحة الإرهاب والجريمة». وأوضح أن السيارة الأولى هي عبارة عن مركز أمن متنقل يحتوي على جميع الوسائل والمعدات المستخدمة في مكافحة الجرائم الإرهابية، أما الثانية فهي عبارة عن مختبر للشرطة الفنية يحتوي على أحدث المعدات لإجراء التحاليل العلمية في الجرائم الخطيرة. ونفى كيري تقديم أسلحة لوزارة الداخلية لكنه أكد تقديم مساعدات مالية تقدر بحوالى 24 مليون دولار أميركي لتدريب رجال الأمن التونسيين. وتركزت محادثات كيري مع المرزوقي وجمعة على ضرورة تعزيز «الإصلاحات الديموقراطية» بعد المصادقة على الدستور الجديد. وأعرب عن استعداد بلاده لتقديم «مساعدة تقنية في تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية» المقرر عقدها نهاية العام الجاري. ويُعد كيري أول وزير خارجية أميركي يزور تونس منذ أن اقتحم محتجون إسلاميون السفارة الأميركية في العاصمة التونسية في أيلول (سبتمبر) الماضي، بعد ثلاثة أيام من الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي بليبيا حيث قُتل أربعة أميركيين بينهم السفير. وكان كيري توقف في تونس قادماً من أبو ظبي، وغادر إلى باريس للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم. ورأى مراقبون أن الموضوع الأمني غلب على زيارة كيري إلى تونس، خصوصاً وأنها تأتي بعد تنفيذ الأمن التونسي عمليات أمنية عدة ضد «أوكار إرهابية». في سياق متصل، أقر جمعة بنقص التجهيزات الأمنية، مشدداً على ضرورة تدارك الأمر سريعاً. وطمأن جمعة، في تصريحات أدلى بها إثر انعقاد مجلس الأمن الوطني مساء أول من أمس، التونسيين بأن «حكومته جاهزة للتصدي للإرهاب بكل حزم وأن النجاحات الأمنية ضد المجموعات المسلحة جنبت البلاد كوارث». واعتبر رئيس الوزراء التونسي أن لدى «الإرهابيين خطة لتقويض الدولة ويريدون الآن تقويض الثقة التي عادت للمواطنين والمستثمرين خاصة بعد المصادقة على الدستور وتشكيل الحكومة الجديدة». إلى ذلك، نبهت سفارة فرنسا في تونس رعاياها إلى ضرورة توخي الحذر الشديد في تنقلاتهم في المحافظات الداخلية، وخصوصاً في المناطق الحدودية مع الجزائر وتحديداً محافظات القصرين والكاف وجندوبة (غربي البلاد)، وذلك بعد العملية الإرهابية التي جرت في محافظة جندوبة أخيراً وأسفرت عن مقتل 4 أشخاص بينهم دركيان. وتعيش تونس منذ أشهر على وقع تحركات المجموعات المتشددة في عدد من المحافظات، وخصوصاً في جبل الشعانبي الحدودي مع الجزائر الذي غالباً ما يشهد عمليات قصف واشتباكات مع المسلحين.