قال السفير الياباني لدى المملكة جيرو كوديرا، إن زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز - التي تبدأ اليوم إلى اليابان - ستدفع بالعلاقات بين الرياض وطوكيو إلى الأمام، «الحكومة اليابانية تعرب عن ترحيبها بالزيارة التي ستعزز العلاقات بين البلدين، ونقدر أن المملكة العربية السعودية تثمن عالياً العلاقة مع اليابان من طريق اختيار اليابان كإحدى الوجهات الأولى لولي العهد الأمير سلمان، إذ تعطي اليابان أيضاً أهمية كبيرة لعلاقاتنا وآمل تطوير مزيد من العلاقة نتيجة لهذه الزيارة التاريخية البارزة»، مشيراً إلى أن بلاده حريصة على وقف العنف في سورية. وأضاف السفير كوديرا في حديث إلى «الحياة» أن الأمير سلمان «سيلتقي الإمبراطور الياباني، ويلتقي رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، كما سيجري مناقشة حول مجمل القضايا المختلفة، وسيتم بحث العنف الحاصل على الأراضي السورية منذ ثلاثة أعوام، إضافة إلى القضايا الأخرى في المنطقة»، لافتاً إلى إن «التشاورات على أعلى مستوى وستكون مهمة للغاية». وحول رؤيته لتوافق السياستين السعودية واليابانية تجاه أحداث المنطقة، قال: «اليابان تولي أهمية كبيرة للحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، على رغم أن الوضع غامض في المنطقة، تبذل اليابان قصارى جهودها للإسهام في استقرار وتنمية المنطقة وتحافظ على علاقات طيبة مع جميع البلدان في المنطقة، كما تتمتع السعودية بصفة خاصة بحال مستقرة فريدة وتنمية اقتصادية ملحوظة، وذلك بفضل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبهذا الصدد، تأمل اليابان تعزيز شراكاتها الشاملة مع المملكة، وهذا يعني أنه يمكن للبلدين أن يتعاونا في حل العديد من المشكلات في الشرق الأوسط، بما فيها القضية الفلسطينية، لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، ناهيك عن حال سورية المأسوية، كما تؤيد اليابان أيضاً فكرة إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط». وفي شأن الأحداث السورية المستمرة، قال السفير الياباني إن «الوحشية والمآسي الإنسانية التي يتم اكتشافها في سورية مروعة وغير مقبولة، وينبغي أن يتوقف العنف بشكل فوري». وشدد على أن الرياض وطوكيو تتمتعان بالعديد من القيم المشتركة، وأضاف: «إن أساس علاقتنا يكمن في القيم الأخلاقية المشتركة للشعبين، كما أن السلام والاستقرار شيئان يقدرهما الشعبان السعودي والياباني تقديراً عالياً، وتقوم حكومة المملكة بمحاولات ثابتة بكل جهد للحفاظ على السلام والاستقرار، وهذا من الاهتمام المشترك مع الحكومة اليابانية». ونوّه بتطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وقال: «لا نزال نعمل معاً في مجال النفط، وبدأنا بتوسيع مجالات تعاوننا إلى الطاقة الشمسية والمتجددة وإعادة تدوير النفايات وتقنية ترشيد الطاقة وتحلية المياه ومجالات أخرى، ولكن تود اليابان أن يكون هناك مزيد من التنويع، لكي لا يقتصر على المجال الاقتصادي فحسب، بل ليشمل أيضاً المجالات السياسية والأمنية والثقافية». رداً على سؤال حول الطلاب السعوديين في اليابان وزيادة أعدادهم بخاصة الدارسين في برنامج خادم الحرمين الشريفين، قال: «الطلاب السعوديون في اليابان مجتهدون في دراستهم، وأود من أعماق قلبي أن يزداد عددهم في اليابان بشكل كبير، وأبرز الطلاب السعوديين الذين تخرجوا من جامعات يابانية يعملون حالياً في العديد من الشركات اليابانية التي تنشط في المملكة، وأصبحوا جسراً بشرياً بين الشعبين، وأتمنى من هؤلاء الخريجين أن يقوموا بتقوية شراكتنا المتعددة الأبعاد بتعزيز التفاهم بين الشعبين والثقافتين والتقاليد بين البلدين». وأضاف: «من المحتمل أن يخشى الطلاب السعوديون من دراستهم للغة اليابانية، ولكن البرنامج الحكومي السعودي للدراسة في اليابان يشمل كلفة التدريب اللغوي الياباني، وهذا سيتاح لهم قبل دخول الكلية في اليابان، وهناك عديد من المدارس والمعاهد الجيدة للغات في اليابان».