كوديرا ل«الرياض »: تأمين إمدادات الطاقة لن يكون أهم الملفات في زيارته الأولى للمنطقة يقوم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بزيارة إلى المملكة هي الأولى لمسؤول ياباني رفيع منذ سنوات، إذ كان آبي هو آخر رئيس وزراء ياباني يزور المملكة عام 2007، ولم يكن للمسؤولين اليابانيين بهذا المستوى زيارة إلى المنطقة بسبب التداعيات السياسية على اليابان لا سيما الاقتصادية منها إضافة إلى الكارثة البيئية التي حلت بالبلاد بعد تسونامي الذي ضرب الأرخبيل الياباني متسبباً بأسوأ كارثة تصيب الإمبراطورية بدمار مفاعل دايتشي في فوكوشيما، عقبها النزاعات اليابانية في محيطها الإقليمي مع العدو اللدود الصين بعد تماس البلدين ودخولهما في حالة توتر على خلفية صراع سيادي على جزر تطلق عليها اليابان سينكاكو والصين ديايو. كل هذه التداعيات ألقت بظلالها على ديناميكية العلاقات الخارجية لليابان. الاجندة تأتي زيارة رئيس الوزراء الياباني للمملكة ضمن جولة تشمل الإمارات العربية المتحدة وتركيا ويلتقي المسؤول الياباني الأول بالقيادات في المملكة حتى الأول من أبريل. وحسب السفير الياباني جيرو كوديرا فإن رئيس حكومة بلاده سيكون على رأس أجندة زيارته للمملكة ملفات عدة أهمها الملف السياسي في منطقة الشرق الاوسط وكذلك العلاقات بين البلدين، وأضاف السفير كوديرا ل» الرياض» أن ملف تأمين الطاقة لن يكون هو الملف الوحيد الذي سيطرح للنقاش بين المسؤولين في المملكة ورئيس الوزراء ، مثمناً دور المملكة وحرصها على استقرار اسواق النفط، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن رئيس وزراء بلاده سيلقي خطاباً في جامعة الملك عبدالعزيز سيتطرق من خلاله إلى السياسة اليابانية في الشرق الاوسط والعلاقات الاقتصادية بين البلدين. سياسياً، تأمل الحكومة في طوكيو في تعزيز وتقوية الحوار الامني والسياسي بين المملكة واليابان في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة عدد من التحديات التي تعصف بدول الربيع العربي اضافة إلى الملف النووي الايراني الذي تخشى طوكيو أن يؤثر عليها بشكل غير مباشر. اقتصادياً، يحمل شينزو آبي خمس ملفات اقتصادية أهمها تأمين استقرار إمدادات الطاقة وهو ملف له علاقة وطيدة مع الاضطرابات في الخليج العربي، ثانياً تقوية الصناعة وتنمية الموارد البشرية، ثالثاً التعاون في المجال الغذائي والدوائي، ورابعاً تقوية التعاون الصناعي بين الجانبين في المملكة واليابان، وخامساً بحث التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والنووية وسبل ترشيد الطاقة. ثقافياً، سيكون هذا الجانب ضمن أجندة رئيس الوزراء الذي سيلقي كلمة أمام طلاب وأعضاء جامعة الملك عبدالعزيز في جدة إذ تحرص اليابان على تقوية الروابط والتبادل الثقافي بين البلدين خصوصاً أن هناك عددا لا بأس به من طلاب السعوديين يتلقون تعليمهم حالياً في جامعات اليابان وسيركز آبي على جانبين هما التعاون في المجال التعليمي وكذلك تعزيز الجهود في إطار الحوار الثقافي والديني الذي تتبناه كل من المملكة واليابان.