طمأنت الإدارة العامة للشؤون الزراعية في المنطقة الشرقية، مستهلكي الخضراوات والفواكه، إلى نسب المبيدات الحشرية في الخضراوات والفواكه التي تباع في أسواق المنطقة «ضمن النسب المسموح بها»، مبددة بذلك ما أثارته أمانة المنطقة الأسبوع الماضي، حول ارتفاع نسب المبيدات في الخضراوات، وبخاصة البقدونس. وطالبت الأمانة، وزارة الزراعة بمضاعفة الرقابة على الأسواق. فيما كشف المدير العام للإدارة العامة للشؤون الزراعية في الشرقية سعد المقبل، في تصريح إلى «الحياة»، عن قيامهم بمراقبة «الشركات والمؤسسات التي تتعامل في بيع المبيدات، من طريق لجنة مكونة من جهات حكومية عدة، منها الإدارة العامة للشؤون الزراعية، للعمل على إزالة المخالفات التي قد تقع فيها هذه الشركات». ولفت المقبل، إلى «ضبط مخالفين، قاموا ببعض الممارسات غير المسؤولة، مثل عرض مبيدات منتهية الصلاحية، أو تجديد صلاحية المبيد من قبل المؤسسة، من دون الرجوع إلى الجهات المختصة في الوزارة». وأكد أنه تم «تطبيق الإجراءات القانونية ضد المخالفين، من توجيه وإنذارات، وتوقيع جزاءات وغرامات مالية عليهم». وأكد مدير «الزراعة» في الشرقية أن «نسب المبيدات الحشرية في الخضراوات والفواكه المعروضة في أسواق المنطقة ضمن النسب المسموح بها، بحسب ما أكدت جولات اللجان التي تقوم بالكشف والمراقبة»، مؤكداً قيامهم ب «الدور الرقابي على جميع أصناف الخضراوات والفواكه التي يتم استيرادها من الخارج، من خلال فحص عينات عشوائية» وأوضح المقبل، أن «نتائج دراسة متبقيات المبيدات في الأغذية التي أجرتها وزارة الشؤون البلدية والقروية، أوضحت أن المنطقة الشرقية لم تتجاوز الحد المسموح به من متبقيات المبيدات. وهي أقل النسب بين مناطق المملكة»، ولفت إلى أن دورهم يتمثل في «المحاجر النباتية التابعة لوزارة الزراعة في منافذ المنطقة (8 منافذ برية وبحرية وجوية)، إذ يبدأ عند وصول إرساليات الفواكه والخضراوات، بحيث يقوم المختصين بمراجعة الشهادات المطلوبة، ومن ثم الكشف عن الإرساليات الواردة، وأخذ العينات، وفقاً لما هو معتمد من قبل هيئة الدستور الغذائي، بغرض إرسالها إلى أحد المختبرات المعتمدة من قبل الوزارة، وتحليلها، لتحديد متبقيات المبيدات وفق آلية معينة، وهي: أن تؤخذ العينة بطريقة عشوائية، وأن تكون ممثلة لكامل الشحنة المراد فحصها، وأن يتم وضع العينات منفصلة بحسب النوع النباتي والمنشأ في طرد يحمل كامل المعلومات، ومغلق بإحكام». وأشار إلى الدور الرقابي الذي تقوم به لجنة سقيا المزارع، من خلال «الجولات الميدانية ومراقبة المزروعات، وتسجيل المخالفات»، موضحاً أن «الإدارة اتخذت مجموعة من الإجراءات من خلال قسم الإرشاد الزراعي، من قبيل توزيع نشرات وعمل ندوات، بهدف تثقيف المزارعين، وكذلك من خلال قسم وقاية المزروعات، إذ تم تغيير تركيبة برامج المكافحة التي يطبقها المزارعون منذ أكثر من 3 أعوام، والتي تعتمد في عمليات المكافحة على المبيدات الكيماوية فقط. فيما تعتمد برامج المكافحة الحالية في المنطقة على طرق متكاملة لمكافحة الآفات، إذ يتم استخدام جميع عناصر المكافحة المتاحة، بدءاً من العمليات الزراعية، وانتهاءً برش المبيدات، للقضاء على الآفة، مع التأكيد على أن يكون الخيار الأخير للمكافحة هو استخدام المبيد الكيماوي». ومن أبرز عناصر المكافحة التي استعرضها المقبل، «التأكيد على الاهتمام بالعمليات الزراعية، مثل تعقيم التربة قبل الزراعة، ووضع مصائد «الفرمونية» المائية بهدف الاصطياد الجماعي للآفات، وإطلاق الأعداء الحيويين للآفات، ورش المبيدات الحيوية، ورش المبيدات الكيماوية ذات فترة التحريم القصيرة. والهدف من التطبيق هو مكافحة حشرة حافرة الطماطم، وتجنب استخدام المكافحة الكيماوية ذات الأثر السلبي على البيئة، وتأصيل مبدأ المكافحة المتكاملة لدى المزارعين، وحثهم على استخدام بدائل عن المبيدات الكيماوية في المكافحة». وعقدت أمانة المنطقة الشرقية، الأسبوع الماضي، ورشة عمل حول «متبقيات المبيدات الحشرية في الخضراوات والفواكه»، كشفت خلالها عن نتائج تحليلات أجرتها خلال شهر محرم الماضي، على عينات البقدونس، وأوضحت أنها «أكثر العينات التي تم اكتشاف متبقيات المبيدات فيها». وبلغ عدد العينات غير المطابقة منها 13 عينة من أصل 22 عينة غير مطابقة من مجمل الخضراوات والفواكه، وبنسبة 59 في المئة من العينات غير المطابقة. واحتوت عينات البقدونس على أكبر عدد من المبيدات المكتشفة، بواقع 5 مبيدات. وقال مساعد مدير صحة البيئة في أمانة الشرقية المهندس إبراهيم التميمي، في تصريح صحافي: «إن الفرق قامت خلال شهر محرم الماضي، بأخذ 150 عينة من الخضراوات والفواكه، بهدف تحليل متبقيات المبيدات في هذه العينات، خلال حملة الكشف عن المبيدات. وأظهرت نتائج التحليلات التي أجريت في المختبر المركزي للأغذية والدراسات البيئية، وجود 22 عينة غير مطابقة من الخضراوات الورقية». وذكر التميمي، أنه تم «تحليل متبقيات المبيدات في عينات الخضراوات والفاكهة في المنطقة، إذ تم سحب 150 عينة خلال شهر محرم الماضي، ووجد مطابقة 108 عينات من الخضراوات الورقية، وغير الورقية 15، إضافة إلى 5 عينات من الفاكهة. وتم اكتشاف عدم مطابقة 22 من الخضراوات الورقية، ونسبتها 14 في المئة». وقدم توصيات عدة، مؤكداً ضرورة «الرقابة الكاملة والمحكمة من قبل وزارة الزراعة على المزروعات والمزارعين وعلى محال تداول وبيع المبيدات، والتعاون الشامل مع البلديات في إحكام السيطرة على دخول الخضراوات إلى الأسواق المركزية، من خلال قيام وزارة الزراعة بإلزام المزارعين بوضع جميع معلومات المزرعة والمنتج على العبوات الخاصة بنقل الخضراوات، حتى يتم التعرف على مصدرها وعنوانها، لتسهيل التعامل مع المصدر في حال وجود تلوث. على أن تقوم البلديات بإحكام الأسواق من ناحية دخول الخضراوات والفاكهة، بحيث يتمكن فنيو المختبرات من أخذ العينات قبل وصولها إلى المستهلك»، مؤكداً ضرورة «وجود قوانين واضحة رادعة من قبل وزارة الزراعة، في حال وجود تلوث في المبيدات على الخضراوات».