عقدت في العاصمة الموريتانية نواكشوط امس، القمة الأولى لدول الساحل بمشاركة تشاد والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا. وناقشت القمة التي عقدت تحت شعار «الأمن والتنمية» واستمرت يوماً واحداً، مجموعة من القضايا التي تهم دول الساحل بشكل عام وأهمها إرساء قواعد تنمية منسجمة ووضع الأسس اللازمة لمواجهة التحديات المشتركة. كما بحث قادة الدول الخمس، تحديات التنمية والأمن الغذائي ومكافحة الفقر والأمية. وافتتح الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز القمة في قصر المؤتمرات في نواكشوط بحضور رؤساء تشاد إدريس ديبي والنيجر محمد يوسف ومالي ابوبكر كيتا وبوركينا فاسو بليز كومباوري، كما حضر الافتتاح رئيس الوزراء الموريتاني مولاي ولد محمد لقظف ورئيسا البرلمان محمد ولد ابيليل والشيوخ محمد الحسن ولد الحاج. وعلى اثر مراسم الافتتاح، عقد القادة المشاركون في القمة اجتماعاً مغلقاً ناقشوا فيه أهم المواضيع المطروحة على جدول الأعمال، كما أفادت وكالة الأنباء الموريتانية. وقال مصدر ديبلوماسي موريتاني ان الدول الخمس، يجب ان تشكل «قطباً اقتصادياً وأمنياً مستقلاً، نظراً الى تشابه المشاكل التي تواجهها». وأشار المصدر الى ان الرؤساء الخمسة ناقشوا مسائل تتعلق بالتعاون الأمني المشترك، خصوصاً التهديدات التي يمثلها «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» ومجموعات المهربين التي تنتشر في منطقة الساحل. وأضاف المصدر ان الأمن الغذائي ومكافحة الفقر شكلا أيضاً محورين أساسيين في القمة. وفي 2010 و2011، اي قبل سيطرة مجموعات إسلامية مرتبطة ب «القاعدة» على شمال مالي لأشهر في 2012، ما ادى الى تدخل عسكري فرنسي - افريقي لطردها، قام الجيش الموريتاني بالتدخل في هذه المنطقة الواسعة من مالي لتدمير قواعد ل «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وأقدمت موريتانيا على ذلك ك«خطوة احترازية» منعاً لتوغل مقاتلي «القاعدة» في أراضيها حيث سبق لهذا التنظيم ان نفذ هجمات وعمليات خطف. وشدد الرئيس الموريتاني في خطابه لدى افتتاح القمة على «أهمية احداث نهضة تنموية بدول الساحل»، موضحاً انها «مسؤولية القادة الأفارقة أمام شعوبهم وأمام التاريخ». وأشار الى ان «منطقة الساحل تمتلك العديد من المزايا التي تمكنها من ضمان مستقبل زاهر لأبنائها». وأضاف: «لا ينبغي ان تحجب عنا التهديدات التي يجب ان نوحد جهودنا في مواجهتها، حجم التقدم المنجز، ونسجل بارتياح تحرير شمال مالي وعودة المؤسسات الدستورية في هذا البلد الشقيق بفضل دعم كل شركائه». ورأى ان «تدخل القوات المشتركة المكونة من وحدات عسكرية من دول الساحل يستحق الإشادة»، وزاد: «سيحفظ التاريخ المعاني الرفيعة لتضحية الضباط والجنود التشاديين البواسل، الذين اخرجوا العصابات المسلحة التي ظلت تعيث فساداً في شمال مالي، من أوكارها». وقال: «فرضنا في موريتانيا اغلاقاً تاماً لحدودنا في وجه العصابات المسلحة الباحثة عن ملجأ، واستقبلنا عشرات المدنيين الماليين الذين أقاموا بيننا في سكينة، كما تعودوا اخوة اعزاء». ودعا الى تعزيز التنسيق الأمني بين دول الساحل، مشيراً الى ان تحديات الإرهاب عبر الحدود، تقتضي من الدول الخمس «تضامنا قوياً» لمواجهتها.