فتح عضو مجلس إدارة نادي الاتحاد السابق الدكتور عمر الخولي النار في جميع الاتجاهات متهماً شخصيات اتحادية بأنها لم تنظر إلى مصلحة الكيان على الإطلاق وإنما جعلت مصلحتها الشخصية فوق كل اعتبار، مشيراً إلى أن هناك عمولات تقاضتها «شخصيات» من إبرام صفقة دي سوزا، مبيناً أن «العمولات» أعمت بصائرهم عن قيمة العقد العالية والذي وصفه ب«الربوي». وأكد القانوني والأكاديمي المعروف في حديث إلى «الحياة» أن الرئيس الجديد إبراهيم البلوي طهّر النادي جزئياً من المنتفعين وأصحاب المصالح الذاتية، متوقعاً أن يلقى «الرئيس الجديد» هجوماً وتكتلات ضده من مجموعة المستقبل كي لا ينجح. ولم يخفِ الخولي تعرض الرئيس السابق محمد بن داخل لمحاربة من «اتحاديين» لأنه من غير «بيوتات جدة»، مستدركاً: «على حد تفكيرهم»، مضيفاً: «في نظرهم أن رئاسة العميد حكر على أبناء جدة». ووصف عضو مجلس الإدارة السابق مجموعة المستقبل ب«الكذابين والمفترين والمضللين»، متهماً إياهم بنقل معلومات غير حقيقية - على حد تعبيره - للرمز الاتحادي الأمير طلال بن منصور، مشيراً إلى أن الأخير منحهم الفرصة، وعندما اكتشف حقيقتهم رفض استقبالهم، فإلى الحوار: وصلت حال الاتحاد إلى وضع صعب بسبب تراكم الديون.. فكيف بدأت تلك الحال وأين انتهت؟ - اتجه نادي الاتحاد اتجاهاً سلبياً ومنحى مظلماً عندما بدأت مرحلة تعاقب الإدارات عليه، صحيح أن الفريق غاب من البطولات خلال إدارة المرزوقي وعلوان وابن داخل لكن الديون التي خلفتها تلك الإدارات كانت محدودة، إلا أننا في مرحلة لاحقه فوجئنا بإدارة تسعى سعياً حثيثاً للسيطرة على مقدرات النادي، ووظفت الإعلام المباشر وغير المباشر لمحاربة إدارة ابن داخل حتى تستطيع أن تحل محلها، وبالفعل نجحت في إيهام بعض كبار أعضاء الشرف بأنهم قادرون على الخروج بالنادي من مشاكله وحاجاته المالية والعودة به إلى أيام البطولات السابقة، لكن سرعان ما انهارت هذه المجموعة التي تُسمى بمجموعة المستقبل، وحقيقة تمكنت هذه المجموعة بنجاح من القضاء عاجلاً على مستقبل نادي الاتحاد، فحملته ديوناً لا داعي لها، حتى بدأ النادي يترنح من عبئها وهي التي لم تكن تصل إلى 20 مليون في عهد إدارات النادي السابقة، وكانت محدودة ويمكن السيطرة عليها وسدادها، إلا أن ما قامت به تلك المجموعة من تضليل وكذب وافتراءات أوصل النادي إلى درجة من التدني.. الله أعلم كيف سيتمكن النادي من الخروج منها. هل لك أن تفند لنا ما وصفته من تضليل وأساليب الكذب التي لجأت إليها إدارة النادي عند ترأس الفايز؟ - الفايز نفسه كان ضحية لهذه المجموعة، هو تبناها وهم تبنوه لمجرد الاسم ليكون طريقاً لهم بصفته أحد أبناء جدة، فهم كانوا يطالبون بأن يكون رئيس نادي الاتحاد من أبناء جدة فأتوا به، وكان واجهة تمكنوا من خلاله من الوصول وتحقيق ما يمكن تحقيقه، ولعله هو – الفايز – لا يعلم ما يحاك، وطبعاً ما ظهر على السطح أن المجموعة ورطته، والأهم أن الأخ إبراهيم البلوي قام بتطهير النادي جزئياً، إلا أنه لم يكمل عملية التطهير حتى الآن، وأرى أن إبراهيم البلوي لن يستطيع ولا حتى منصور أيضاً، لو عاد، إرجاع النادي إلى عهده السابق على الأقل خلال الأعوام الخمسة المقبلة. هل كان يضايقهم وجود ابن داخل رئيساً لنادي الاتحاد لأنه من خارج بيوتات جدة؟ - نعم.. نعم.. العرض المالي الذي قُدم لأعضاء مجلس الإدارة للتنحي وإسقاط إدارة ابن داخل يُشير إلى عدم الرغبة في رئاسة ابن داخل للنادي لكونه ليس من أبناء جدة... هذا مع الأسف طرحه عدد من الأشخاص المحسوبين على مجموعة المستقبل. هل طُرح هذا الأمر بجدية، أقصد إبعاد ابن داخل من رئاسة الاتحاد لأنه من غير أبناء جده؟ - نعم... نعم.. حضرت أكثر من مناسبة، ووجه إلي سؤال: كيف قبلت أن تكون عضواً في إدارة شخص ليس من أبناء جدة، وأنا سمعتها أكثر من مرة وأخذتها على أنها ربما تكون دعابة أو شيئاً من هذا القبيل، إلا أنني سرعان ما وجدت كثيراً من الناس يرددون علي مثل هذا القول، فعرفت أن الأمر للأسف فعلاً كان في الأذهان، وأنه أمر مفروغ منه ألا ينبغي أن يترأس نادي الاتحاد إلا أحد أبناء جدة، ولا أعرف حقيقة ما القصد وما تعريف أبناء جدة الذي استخدموه مع ابن داخل، وأنا شخصياً أرفض وبشدة هذا المبدأ والقول والخوض فيه أو نقاشه.. فاللواء محمد بن داخل شخصية اتحادية معروفة، وعاش معظم حياته في جدة إن لم تكن كلها، وحتى إن لم يكن الأمر كذلك فالمبدأ مرفوض... وهذا الرأي يجب معه التأكيد كي لا يفسره بعضهم بأنني أسقط على جمهور الاتحاد، لا أبداً، فجمهور الاتحاد يتقبل أي شخص يتولى النادي طالما لديه القدرة على إدارته ويتحمل نفقاته، أما حصر رئاسة النادي في أبناء جدة فكانت رؤية مقتصرة على مجموعة المستقبل ومؤيديها. لماذا التزم كبار أعضاء الشرف الصمت حيال هذا المبدأ من مجموعة المستقبل؟ - كانوا يتوقعون أن مجموعة المستقبل بإمكانها أن تقدم شيئاً للنادي لأن أحلامهم كانت كبيرة وكلامهم كان كثيراً، فأقنعوا بعض الأعضاء بأنهم قادرون على تقديم شيء، وسرعان ما تكشفت الأمور وبدأت تتضح، وخرجت حالياً من السيطرة، فالكيان الاتحادي الآن لا يستطيع العودة إلى ما كان عليه إلا بعد أعوام من الترميم، فالأضرار التي ألحقتها هذه المجموعة بالنادي لا يمكن لأحد السيطرة عليها. من المؤكد أنك تلحظ أن معدل أعمار أعضاء مجموعة المستقبل بين 25 و26 عاماً.. هل كنت ترى أنهم كانوا غير قادرين على تنفيذ طموحاتهم؟ - لم أكن أود في ذلك الوقت أن أستبق وأتسرع في الحكم عليها، قلت لعلها فعلاً، فابن داخل استقال من رئاسة النادي ليعطيهم الفرصة، واستقال أيضاً لأجل الاتحاد عندما أكدوا له أن بقاءه في الرئاسة يضر بالنادي وأن استقالته ستغيّر أحوال النادي إلى الأفضل، وحينها استقال مباشرة، وأكدوا لابن داخل أن لديهم شيكات مفتوحة وقالوا إن بإمكانهم أن يحضروا ملايين الريالات «فقط اخرج أنت يا ابن داخل من النادي»، واتضح أن هذا كان مجرد كلام لا أكثر، والحقيقة أن الفرصة كانت متاحة لهذه المجموعة، فلجأت إلى التضليل بتمرير معلومات خاطئة إلى الأمير طلال بن منصور للأسف.. بودنا أن توضح لنا كيفية لجوئهم إلى توصيل وتمرير معلومات خاطئة إلى الأمير طلال بن منصور؟ - لقد أوصلوا إليه معلومات غير صحيحة ومضللة عن إدارة ابن داخل، فوقف إلى جانبهم، لكنه بعد أن اكتشف الكذب الذي هم فيه لم يستقبلهم بعد أن استلموا الإدارة، فرفض استقبالهم لأنه عرف أنهم غير صادقين، وكذلك هم تجنبوا الذهاب إلى الأمير طلال بعد ذلك وبعد أن حصل الفريق على كأس الأبطال. وماذا كانت تقول إدارة الفايز أو مجموعة المستقبل للأمير طلال بن منصور من معلومات مضللة ضد إدارة بن داخل؟ - هم سخروا الإعلام الذي استجاب ووقف إلى جوار بعضهم، فطعنوا في شخصية بن داخل، وطعنوا في أمانته، واستغلوا فرصة انشقاق أحد أعضاء مجلس الإدارة وإبعاده من النادي وأخذوا منه معلومات تم توظيفها ضد الرئيس، فكان لهم ذلك، وفي النهاية اتضحت الأمور كلها أمام الجميع، والضحية طبعاً نادي الاتحاد، فالنادي وصل إلى مرحلة انهار فيها بهذه الصورة التي يتألم منها الجميع. قلت إن النادي يحتاج إلى خمسة أعوام حتى يستعيد عافيته.. فهل عادت الأمور إلى نصابها مع ترأس البلوي على رغم أن جسد الإدارة لم يتغير منه إلا رأسه؟ - لا أستطيع أن أقول إن الأمور عادت إلى وضعها الطبيعي، لكن ما أقوله إن مسلسل الانهيارات في الاتحاد توقف أو بدأ في التوقف الآن، ودخل النادي في مسار إيجابي، وكما ذكرت قام البلوي بتطهير جزئي للنادي، والآن هو يحاول استكمال مهامه، وهناك تحريض وحملة ضد البلوي تقودها مجموعة المستقبل وأتباعهم للإطاحة به في محاولة منهم لإيهام الاتحاديين بأنهم كانوا يسيرون في الوضع الصحيح، لكنه لن يعطيهم الفرصة بإذن الله. ماذا تقول للرئيس الجديد إبراهيم البلوي؟ - بأن يستمر، وألا يتراجع مهما كانت المخططات والمثبطات، ولدي معلومات بأن هناك أشخاصاً كثيرين متكتلين ضده، لكنه – إن شاء الله – سيتمكن من الكشف عنهم، وحقيقة إن البلوي أظهر من خلال قراراته أنه يفكر في شكل صحيح، وبخاصة عندما تخلص من أحد مصادر الانتفاع الذاتي في النادي وهو ذلك المستشار الذي كان من جماعة «يحسبون أن كل صيحة عليهم»، لأنني عندما صرحت بأنه عرض علي رشوة وجدته انتفض وقام يدافع عن نفسه من دون أن يوجه إليه أي شخص اتهاماً لا من قريب ولا من بعيد، فانتفض على طريقة «يحسبون أن كل صيحة عليهم»، فرجل الأعمال، طبعاً، إذا أدمن العمل من تحت الطاولة والعمل بالرشاوى والعمل الأسود والعمل بالطرق الملتوية فدائماً تجده قَلِقاً خائفاً لا يستطيع أن ينتج، وكان يسعى في النادي لتحقيق مصالح خاصة تماماً، وأول خطوة أقدم عليها إبراهيم البلوي هي التخلص منه. تقصد شخصاً محدداً.. لماذا لا تذكره صراحةً؟ - «خلاص» إنه معروف ولا داعي لذكر اسمه. هل تقصد لؤي قزاز... المستشار في إدارة الفايز ومن ثم في إدارة الجمجوم؟ - يا سيدي الفاضل.. قبل ذلك تحدثت عن أنه عُرضَ علينا رشوة لأجل الاستقالة من مجلس الإدارة في عهد إدارة ابن داخل، وفوجئت بأن هذا الشخص يقول «مو أنا .. مو أنا».. هذا الشخص مَنْ «جاب» سيرته أو مَنْ ذكر اسمه؟! لكنه ألِف هذا العمل في صفقاته مع «إعمار» و«الخطوط السعودية»، ألِف هذه الأساليب الملتوية وبالتالي يحسب أنه هو المقصود. دكتور عمر.. وأنت رجل قانون وخبير وأستاذ جامعي.. ألا تخشى أن تقع من خلال هذا الكلام في مطب المساءلة القانونية والقضائية بشكاوى ضدك؟ - هذا الموضوع له عامان... فلا انتفض المعني ولا حدث شيء، ولا أدري ما حصل له. ألم يتقدم أحد بشكوى ضدك؟ - بلى اشتكوا. وماذا عن تفاصيل هذا العرض المقدم إليك وقلت عنه إنه «رشوة» في مقابل استقالتك من مجلس الإدارة؟ - الموضوع انتهى، سبق أن ذكرته، وهم تقدموا بشكوى، وكانت لجنة التحقيق غير مختصة، فالموضوع له عامان وانتهى، وكان العرض مُقدّماً إلي وإلى أحد أعضاء مجلس الإدارة بمبلغ 500 ألف ريال لكل واحد منا. ومن هو العضو الثاني؟ - لن أتحدث عن اسمه فهو إن أراد أن يتحدث فهذا يعود إليه، أنا أتحدث عن نفسي. وماذا كان ردك في شأن العرض الذي تلقيته بخصوص استقالتك؟ - لم أكن أتوقع أن تكون الأمور هكذا، وهذه الأمور مرفوضة تماماً عندي، وكنت أريد أن أحكّمها، وبعدها تسارعت الأحداث واستقال عضوان آخران وسقطت الإدارة، واعتبرنا الموضوع منتهياً، ولم أكن أريد الخوض في هذا الحديث لولا أنهم دفعوني إلى المواجهة. هل فكرت أن تتقدم بشكوى ضدهم؟ - الشكوى لها أصول ولها طريقة، فأنا أعرف ماذا أقول وأعرف كيف أتصرف. ولماذا هذا كله في التحفظ على ذكر اسمه؟ أعيد عليك السؤال: هل هو لؤي قزاز؟ لأنه المستشار الذي أقاله البلوي؟ - «أنت شُف إبراهيم البلوي شال من؟»، أنا أتكلم عن أن التطهير الذي قام به إبراهيم كان جيداً، وأتمنى له التوفيق بصرف النظر عن هو «حط من وشال من». هذه الشخصية التي أدمنت الأساليب الملتوية - بحسب كلامك - هل ستكون قادرة على خدمة الاتحاد في المستقبل؟ أم من المستحيل أن تخدمه؟ - لا علم لي بالمستقبل.. لكن ما أقول إن من يحضر لخدمة نادي الاتحاد يجب أن يكون إنساناً فوق مستوى الشبهات، بمعنى أنه لم يأتِ إلى الاتحاد لأجل تحقيق مصالح خاصة لنفسه أو لغيره. هل يمكننا أن نقول إن الفايز وجمجوم ومن معهما كانوا يبحثون عن مصالحهم الشخصية لا عن مصلحة الكيان؟ - الإجابة أوضح من أن أوضحها أنا.. لكنني أعتبر محمد فايز رجلاً فاضلاً وكان ضحية. الجمهور سيبحث عن توضيح لغموض إجابتك؟ - الجمهور كفاني هذه الإجابة والرد عليها بإيضاح، فالجمهور أصبح يعرف كل أمور ناديه. قلت إن الفايز كان ضحية.. وماذا عن عادل جمجوم؟ - أرى أن لعادل جمجوم خطوات إيجابية كما له هفوات، الجمجوم شخصياً لم يكن يهدف في عمله إلى تحقيق مكاسب ذاتية. هل هذا يعني أن سلبيات الجمجوم أكثر من إيجابياته؟ - من باب (إحقاق الحق) هو اتخذ قرارات إيجابية، إلا أنه أيضاً ارتكب أخطاء أخرى تحمّل النادي بسببها ديوناً، سواء أكانت منه شخصياً أم ممن كانوا معه، وعما إذا كانت سلبياته أكثر من إيجابياته فالإجابة هي: نعم. عندما استقال الفايز تأخر الاتحاديون في عقد الجمعية العمومية لاختيار رئيس جديد.. هل كان لدى الجمجوم ما يبرره، أم كان الأمر تسويفاً؟ - هي كانت تسويفاً ليس أكثر، ولم يكن لديهم ما يبرر التأخير، وعندما عُقدت الجمعية - والحمد لله أنها عقدت - لم تحمل مفاجآت، فكان البلوي هو الأنسب للمرحلة. هل تخشى على البلوي من وجود «شللية» تعمل ضده في مجلس الإدارة؟ - بصراحة مسألة «الشللية» مسألة حتمية لا يمكن مقاومتها أو التخلص منها، وأي شخص يترأس النادي له الحق في اختيار المجموعة التي يثق بها... يستشيرها ويأخذ بآرائها. هل ترى أن على البلوي اختيار مجلس إدارة جديد في نهاية الموسم؟ - هو لا يملك هذا الحق، لأن من يختار أعضاء المجلس يكون مُكلفاً من الرئاسة، والأصل أن يتم اختياره من خلال الجمعية العمومية، وإذا استقال أكثر من نصف الأعضاء ففي هذه الحال تسقط الإدارة ويستمر الرئيس ونائبه وأمين الصندوق إلى حين عقد جمعية عمومية، ويجوز له في هذه الحال اختيار أعضاء المجلس الجديد، وبكل أمانة هناك قصور كبير في لائحة الأندية السعودية التي مازالت سارية منذ انقضاء عقود من الزمن عليها ولا تتواءم مع هذه المرحلة وفيها الكثير من الثغرات، وهذه الثغرات واضحة للعيان، وبلغني أن هناك مشروع لائحة جديدة تحكم الأندية لم يتسع وقتي الاطلاع عليها حتى الآن، وأتمنى أن تتلافى الأخطاء، ولاسيما أن العمل القانوني الآن بدأ يستقيم في الرئاسة، إذ كان العمل القانوني في الرئاسة قبل عامين في حال تخبط وانعدام وزن، وكان أبعد ما يكون عن القانون، وفي الأشهر الأخيرة وجدنا أن العمل القانوني أفضل ويسير في اتجاه إيجابي، ونتمنى أن تستقيم أيضاً هذه اللائحة بما تتطلب المستجدات ويتواءم معها. قضية دي سوزا وغرامة «فيفا» الكبيرة.. ما أسباب هذه الأزمة؟ وكيف ترى طرق حلها؟ - الآن ليس هناك حل سوى الدفع «ما عاد فيها»، فالعقد أصلاً غير مبارك لأنه أساساً عقد ربوي يتضمن بنداً يترتب عليه زيادة في مستحقاته المالية في حال تأخر النادي في الدفع، وهذا يعتبر «رباً»، وخرج هذا المستشار بعد أن قلت أن هذا عقد ربوي، ليقول: «لا.. هذه زيادة طبيعية وعادية»، وكأنه يحلل ما حرّم الله.. فهذا أحد الأسباب التي محقت البركة من عقد دي سوزا.. الآن النادي لا يملك سوى الدفع ف«فيفا» لا يعرف الفايز ولا مجلس هيئة أعضاء الشرف، يعرف النادي «فقط»، وسيحرص على استيفاء مستحقات دي سوزا لمصلحة دي سوزا من نادي الاتحاد لا الأشخاص، بعد ذلك إذا رغب النادي في تحصيل المبلغ من الملتزم فله قنوات أخرى، وباعتبار أننا ليس لدينا محكمة رياضية في السعودية، فالولاية العامة للمحاكم العامة، ومن المُمكن أن يطالب النادي باسترداد المبلغ الذي دفعه إلى «فيفا» بناء أو ترتيباً على عقد دي سوزا من الشخص الذي تعهد له بالدفع ولم يدفع، ولا أستطيع التنبؤ بما ستفعله المحكمة العامة، فهل ستنظر في القضية أم لا؟ وهل ستحكم؟ وبماذا تحكم؟، ولكن هذا المسار الطبيعي، فأنا لا أقول أن يتحملها محمد الفايز أو غيره، يتحملها من تسبب في التعاقد وتعهد بالدفع ولم يلتزم بعد ذلك. هل المحكمة العامة مخولة بالنظر في قضية استرداد مبالغ دي سوزا للنادي.. لو تمّت؟ - نظراً إلى عدم وجود محاكم رياضية في السعودية.. فالاختصاص سيتجه إلى المحاكم العامة لانقضاء المهلة، لأننا ليس لدينا قضاء رياضي، والنادي سيلتزم بدفع 33 مليون ريال من دون وجه حق، لكنه مضطر إلى دفعها، وبعد الدفع يمكن الرفع إلى للمحكمة بمطالبة باسترداد المبلغ ممن تعهد بتحمل نفقات صفقة دي سوزا كاملة. من كان المتسبب في قضية دي سوزا؟ - بحسب المعلومات التي وردتني من الأخ أيمن نصيف أن الضغوط التي واجهته كانت من مجموعة المستقبل جميعاً، لكن من التزم ووقّع على أن النادي لن يتحمل أي مبالغ مالية جراء هذا التعاقد وفق الخطاب هو محمد فايز. ما رأيك بتبريرات محامي الفايز بأن موكله لا يتحمل الالتزام بصفقة دي سوزا؟ - من حق الفايز أن يظهر الملتزم الحقيقي، فربما هناك شخص وعده، فلا نعلم ما هي المستندات التي في يده، فمن الممكن أن يقوم الفايز وهذا حق من حقوقه بدرء المطالبة عن نفسه وذلك بأن يقول أمام القضاء: «طلب مني فلان وفلان أن أوقع لأجل التعاقد مع اللاعب دي سوزا، وأن يثبت ذلك بإحضار شهود يشهدون بأن فلاناً طلب منه التوقيع في مقابل مسؤوليته عن تبعات التعاقد». كيف ترى مستقبل الاتحاد المالي؟ - لا أحب أن أكون متشائماً، لكن الحقيقة أن الوضع يفرض التشاؤم على الكل، ولاسيما أن العضو الداعم والشرفيين قبضوا أيديهم عن دعم النادي، لست متفائلاً إلا إن تعاقد النادي مع راع وشريك استراتيجي على المدى الطويل، لعله يتمكن من استرداد الديون شيئاً فشيئاً، وخصوصاً أنه لا يمكن الحديث في إمكان قروض أو تمويل، باعتبار أن الأندية كيانات حكومية أو شبه حكومية، فلا يمكن للمصارف أن تعطيها قروضاً سواء أكانت قروضاً تجارية أم قروضاً إسلامية. لو عاد الزمن إلى الوراء.. فهل كنت ستوافق على أن يعطي الرئيس المكلف الأسبق المهندس أيمن نصيف تفويضاً للفايز لأجل التعاقد مع دي سوزا؟ - في ذلك الوقت لم تكن لي صفة رسمية، إلا أنني كنت أؤيد معارضة نصيف الذي استشعر خطر التعاقد مع اللاعب بهذه القيمة التي جعلته يقول: «إن هذا التعاقد ليس عقداً مع لاعب كرة، وإنما مع دبلوماسي»! وذلك لما تضمنه العقد من مزايا غير عادية، ولو كنت أحمل الصفة الرسمية بصفتي عضو مجلس إدارة لوقفت ضده بكل الوسائل، للأسف الشديد تم التعاقد مع سوزا وقُبضت العمولات، وكان هذا الباعث للتعاقد معه، بعد ذلك لم يعيروا أي اهتمام للنادي هل يدفع أو لا يدفع، فأهم شيء لديهم العمولات التي أُخذت، وأيمن نصيف الآن بالطبع يندم كثيراً على أنه استجاب لهم. وأنتم في إدارتكم في رئاسة ابن داخل كيف ترون الحال التي وصل إليها ناديكم؟ - أي مُحب لنادي الاتحاد مستاء مما وصل إليه النادي، فأي اتحادي بكل درجاته سواء أكان جنوناً أم عشقاً، أكان مُحباً أم حتى مشجعاً، في مختلف هذه الدرجات كلها فلن يرضى أبداً بهذا الوضع ولا يكون سعيداً بما يحدث في ناديه الآن، بل العكس، فلعل التبعات تكون أشدّ سوءاً في الأعوام القليلة المقبلة بكل أسف، وأتمنى أن أكون مخطئاً في هذا الاحتمال، إلا أن يكتب الله شيئاً فهذا أمر آخر. هل من كلمة أخيرة تود أن تقولها في الحديث عن المشهد الاتحادي أو للاتحاديين بصفة عامة؟ - الجماهير هي اللاعب الأول في نادي الاتحاد، والأروع بين جماهير الأندية في السعودية والتي ظلت تحب وتدعم فريقها وتؤازره، ولمست هذا عندما عملت في مجلس الإدارة، وأقول لهم: «أنتم أوفياء ومخلصون لناديكم، لكنكم ابتُليتم بمن قام بالعدوان على ناديكم، وإن شاء الله ستكون الأيام المقبلة وتاريخ العميد كفيلين بانتشاله من هذه السقطة أو محاولة الإسقاط، وبإذن الله سيعود الاتحاد بتشجيعكم ودعمكم».