أبدت أجهزة الأمن البريطانية خشيتها من قيام متطرفين إسلاميين باختطاف قوافل الإغاثة المتجهة إلى سورية، بعد مصادرة عشرات الآلاف من الجنيهات الاسترلينية من قوافل إغاثية قبل مغادرتها المملكة المتحدة. وقالت صحيفة (ديلي ميل)، إن قوافل المساعدات الخيرية إلى سورية تخضع للتحقيق من قبل شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية بسبب مخاوف من أنها تدعم مسلّحي تنظيم القاعدة هناك. وأضافت أن متطوعين بريطانيين يقطعون مسافة تصل إلى نحو 3000 كيلومتر من المملكة المتحدة إلى سورية في قوافل من سيارات الإسعاف القديمة المحملة بالامدادات، بما في ذلك المواد الغذائية والمعدّات الطبية، وتخشى الأجهزة الأمنية البريطانية من اختطافها من قبل متطرّفين إسلاميين عازمين على دعم الشبكات الجهادية في سورية. وأشارت الصحيفة إلى أن، عبد الوحيد مجيد (41 عاماً)، الذي يُعتقد أنه أول بريطاني ينفّذ عملية انتحارية في سورية وكان فجّر شاحنة مليئة بالمتفجرات في سجن حلب المركزي الأسبوع الماضي، كان من بين الذين سافروا إلى سورية تحت شعار العمل الخيري ضمن قافلة مساعدات جمعها مسجد بلدة كرولي حيث كان يقيم. ونسبت إلى قائد شرطة لندن، برنارد هوغن هاو، قوله "نشعر بقلق بالغ ازاء عدد البريطانيين الذين يسافرون إلى سورية لأسباب انسانية للمشاركة في الحرب الدائرة هناك، وهناك مئات منهم في سورية الآن قد يكون بعضهم أُصيب أو قُتل". وأضاف هاو "مصدر ققلنا الأكبر هو احتمال أن تكون لدى هؤلاء البريطانيين شبكة من الناس الذين دربوهم على استخدام الأسلحة، بعد عودتهم إلى المملكة المتحدة". وقالت الصحيفة إن الشرطة البريطانية تراقب عن كثب عدداً من الجمعيات الخيرية الإسلامية التي تجمع التبرعات لجهود الإغاثة في سورية، ومن بينها جمعية الفاتحة التي حصلت على تبرّعات مقدارها 140 ألف جنيه استرليني جمعها مسجد في بلدة كرولي. وأضافت أن اللجنة الخيرية، المسؤولة عن عمل المنظمات الخيرية في بريطانيا، تراقب أيضاً جمعية الفاتحة بسبب نشاطاتها في سورية، وأعربت عن قلقها من أن بعض المنظمات جمعت مئات الآلاف من الجنيهات الاسترلينية من التبرعات على الرغم من أنها غير مسجلة كجمعيات خيرية. ونقلت الصحيفة عن، وليام شوكروس، رئيس اللجنة الخيرية أن "وصول بعض الأموال الخيرية في نهاية المطاف إلى أيدي الجماعات الارهابيين أمر لا مفرّ منه". وتقدّر أجهزة الأمن البريطانية أن ما يصل إلى نحو 600 بريطاني يشاركون في القتال الدائر في سورية منذ نحو 3 سنوات مع الجماعات الجهادية، وذكرت مصادر صحفية أن 20 واحداً منهم لقوا مصرعهم هناك.