إستمعت محكمة أمن الدولة الاردنية بهيئتها المدنية يوم أمس الخميس لشهادات تسعة شهود نيابة عامة من العسكريين في مرتبات الامن العام وقوات الدرك والمخابرات العامة في قضيتي الإصلاح والتحدي والألفية الثالثة المتهم فيهما القيادي السلفي عمر محمود عثمان والمعروف ب"أبو قتادة". وانتقد أبو قتادة مفاوضات جنيف بين النظام السوري والمعارضة، وعمليات اجلاء المدنيين في حمص بقوله: "سورية تقاتل بالمال العراقي والسلاح الروسي والصيني وهناك المستشارين الايرانيين. فلماذا يطلب من الفقراء مغادرة ديارهم، هذه دعوة مشبوهة". كما هاجم دعوات الائتلاف السوري المعارض بإعادة المقاتلين الأجانب في سورية الى بلادهم. وحمّل أبو قتادة "حزب الله" مسؤولية تفجيرات الضاحية الجنوبية في لبنان، داعياً الدولة اللبنانية الى إخراج مقاتلي "حزب الله" من سورية. وقال أبو قتادة: "أمين عام حزب الشيطان هو الذي أرسل مقاتلين الى سورية ويتحمل مسؤولية من قتلوا في لبنان، واذا رغب لبنان بحماية نفسه عليه أن يطلب منه أن يخرج جنودة من سورية". وتمكن عدد من الصحافيين الحاضرين لجلسة المحاكمة من طرح اسئلة على ابو قتادة، الذي أكد بدوره على عدم معرفته بأبي بكر البغدادي أمير الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وايضا بقائد جبهة النصرة أبو محمد الجولاني أمير جبهة نصرة أهل الشام ،قائلاً: "هم اشخاص برزوا في ظروف استثنائية للقيادة". وحول تأييده لجبهة النصرة على حساب داعش، قال أبو قتادة: "هناك مغالطة في هذا الكلام من قبل الإعلام. لم أقل انني أؤيد طرفاً ضد طرف. ولا أناصر الجبهة ضد الدولة أنا أناصر انتصار المجاهدين بشكل عام في سورية، ودعوت المقاتلين للانضواء تحت مسمى جبهة النصرة لأن فيها وحدة للمجاهدين". وأوضح أبو قتادة أن اسم الدولة يسبب إشكاليات كثيرة من حيث التسمية والسلوك، مبدياً استياءه من اسم الدولة وأعمالها التي "أنشبت مشاكل وصرفت الجهاد عن وجهه الحقيقي من قتال النظام الى الاقتتال الداخلي داخل الفصائل الاسلامية" على حد قوله. وأشار الى أن الاختلاف بين جبهة النصرة والدولة الاسلامية هو "خلاف هوى" بمعنى ان الخصومة لا علاقة لها بالدين، داعياً للعودة الى التحكيم بالشرع. وأضاف: "كنت حذرت سابقاً من هذا الأمر وتوقعت أن يجري الاقتتال كما يجري الآن". وكشف عن وجود تعصب قبلي بين الجبهة والدولة. ووصف أبو قتادة عالم الانترنت ب"عالم الأشباح". وطالب وكيل الدفاع المحامي حسين مبيضين من هيئة المحكمة التاكيد على دعوة شاهد النيابة العميد حابس سمير من دائرة المخابرات العامة حي تلت هيئة المحكمة شهادته لكونه خارج البلاد، إلا أن هيئة المحكمة من جهتها اكدت على سماع شهادته فور حضوره الى الأردن. واكد المحامي حسين مبيضين أن هذا الشاهد الرئيسي الذي تتعلق شهادته بقضية أبو قتادة. وقررت هيئة المحكمة تأجيل النظر في قضيتي الألفية والإصلاح والتحدي الى يوم 27 من الشهر الجاري. وكان أبو قتادة أطلق في وقت سابق فتوى من داخل قفص محكمة أمن الدولة الاردنية، دعا فيها مقاتلي "داعش الى الخروج على قياداتهم، وعدم القتال مع هذا التنظيم، واعتبار كل من يقاتل معه آثما".