أعلنت سلطات جزر مارشال اليوم أنها سحبت رسمياً طلب تعيين اللواء اللبناني المتقاعد جميل السيد سفيراً لها في منظمة "يونيسكو"، مؤكدة أن لا علم لها أصلاً بهذا الترشيح الذي لم يسلك القنوات الرسمية المعهودة. وكانت ناطقة باسم منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) أعلنت الاثنين الماضي، أن دولة جزر مارشال رشحت لتمثيلها في هذه المنظمة اللواء اللبناني المتقاعد جميل السيد الذي اعتقل أربع سنوات في اطار التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، في ترشيح اثار ردود فعل كثيرة في لبنان وخارجه. ولكن مسؤولين في الأرخبيل الواقع في المحيط الهادئ أكدوا اليوم ان هذا الطلب سحب رسمياً امس، وانهم يحاولون جلاء ملابسات كيفية وروده أساساً. وقال توني دو بروم، الذي يقوم مقام رئيس جزر مارشال كريستوفر لوك بسبب وجود الأخير في زيارة الى الخارج: "نحن ننشر هذه المعلومة (سحب طلب التعيين) لكي نبرهن اننا شفافون وصادقون في شأن ما نعرفه". واكد مسؤولون كبار في ماجورو الخميس أن ترشيح المسؤول الأمني اللبناني السابق لم يسلك الإجراءات الرسمية المعهودة وإن الادارات الحكومية، مثل وزارتي العدل والمالية، لم يكن لها أي علم به. وأضافوا ان ممثلي حكومة جزر مارشال تفاجأوا عندما سئلوا عن هذا الترشيح أمس، وأنهم أرسلوا في الحال رسالة الى "يونيسكو" لإلغاء طلب التعيين. وكانت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية كشفت قبل يومين ترشيح اللواء اللبناني المتقاعد، مشيرة إلى ان "هذا الجاسوس السابق سيستفيد من الحصانة الديبلوماسية التي سيحصل عليها لتجنب احتمال ملاحقته من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان" التي تنظر في اغتيال الحريري عام 2005 في بيروت. ويؤكد السيد انه اعتقل تعسفاً بين عامي 2005 و2009 في قضية الحريري. وكان الحريري اغتيل في تفجير شاحنة مفخخة في 14 شباط (فبراير) 2005، ما أدى الى مقتله مع 21 شخصاً آخرين وإصابة 226 شخصاً بجروح. وباشرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أعمالها في منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي، ووجهت الاتهام الى اربعة عناصر من "حزب الله" بالتورط في عملية الاغتيال.