أثارت تصريحات لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن تعريفه للفساد والرشوة، جدلاً واسعاً في البلاد، فيما تترقّب المعارضة موقف الرئيس عبدالله غل من قانون الرقابة على الإنترنت. وقال أردوغان لقناة «الجزيرة» الإنكليزية: «الأموال التي ضُبِطت في منزل مدير عام بنك خلق (نحو 4 ملايين دولار) ليست من أموال المصرف، ولا يمكن الحديث هنا عن فساد أو رشوة». واعتبر أن جريمة الرشوة يجب أن تكون «بين موظف حكومي وصاحب مصلحة»، مضيفاً أن «لا تهمة فساد تطاول الوقف الذي يرأسه ابنه، ولو تلقّى مبالغ مالية وتبرعات من رجال أعمال». واعتبر «حزب الشعب الجمهوري» المعارض أن تعريف أردوغان للفساد، هو أقوى اعتراف بأن الاتهامات الموجهة إلى حكومته في هذا الصدد، هي صحيحة. وفي جلسة للبرلمان بُثّت مباشرة، عرض رئيس الحزب كمال كيليجدارأوغلو أمام نواب حزبه، تسجيلات صوتية لمكالمات هاتفية سُجلت سراً لأردوغان ومقربين منه، يطلب فيها رئيس الوزراء في شكل مباشر من مقرّب منه، العمل على وقف بثّ خبر على شبكة «خبر ترك». وفي مكالمات أخرى، تمحور الحديث بين رجال أعمال مقربين من أردوغان، حول ضرورة جمع أموال لشراء مجموعة إعلامية، استجابة لطلب من رئيس الوزراء. وفيما تزداد يومياً التسريبات لمكالمات مسجلة لأردوغان ومقربين منه، تترقّب المعارضة موقف غل من قانون الرقابة على الإنترنت الذي أثار جدلاً في الأوساط السياسية، إذ يمنح الحكومة سلطة إغلاق أي موقع إلكتروني، من دون العودة إلى القضاء، ومراقبة تصفح المواطنين المواقع الإلكترونية. وحضت المعارضة غل على رفض المصادقة على القانون، معتبرة أن الأمر يشكّل اختباراً لصدقية الرئيس وموقفه من أزمة فضيحة الفساد التي تهزّ الحكومة. في غضون ذلك، انشغلت مراكز دراسات وإحصاء في تفسير ظاهرة بقاء تراجع شعبية حزب «العدالة والتنمية» الحاكم ضمن حدود ضيّقة، على رغم فضيحة الفساد واتهامه بقمع الحريات. وتظهر غالبية استطلاعات الرأي أن 65 - 77 في المئة من المستطلعين يعتقدون بأن الحكومة فاسدة، لكن حوالى 40 في المئة من الشريحة ذاتها يعلنون أنهم سيصوتون مجدداً للحزب الحاكم. وبرّرت مراكز الاستطلاع الأمر بغياب بديل ناضج في المعارضة، وتقديم المواطن الاستقرار السياسي والاقتصادي على ما عداه. وفي إطار قمع الحريات والضغط على وسائل الإعلام، أثارت اعترافات رئيس تحرير صحيفة «خبر ترك» فاتح ألطايلي تعاطفاً واسعاً بين الإعلاميين، بعدما أقرّ لشبكة «سي أن أن ترك» بتعرّضه لضغوط ضخمة من الحكومة، لعزل صحافيين وتعديل أخبار أو منع نشرها. وقال ألطايلي الذي كان ضحية لتسجيلات مسربة: «لست وحدي، كل الصحافيين في تركيا واقعون تحت هذا الضغط وهذه التدخلات. كل يوم تنهمر التعليمات والكلّ خائف. حكومة أردوغان تدوس شرف الصحافة بأقدامها ولا تسمح بصوت معارض لها». على صعيد آخر، افتتح أردوغان وغل ورئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، خط مترو أنفاق في أنقرة. وقاد غل، يرافقه أردوغان وراخوي ومسؤولون أتراك، الرحلة الأولى للمترو.