أعلن مسؤولون أميركيون وأعضاء في الكونغرس أمس، أن الرئيس باراك أوباما رشّح آشتون كارتر، وهو نائب سابق لوزير الدفاع، خلفاً لتشاك هاغل على رأس الوزارة. تسمية كارتر، الذي سيكون الوزير الرابع في المنصب خلال عهد أوباما، تعكس اتجاه الأخير إلى شخصية بيروقراطية لا تصطدم مع البيت الأبيض في صنع القرار السياسي، كما ليس متوقعاً أن يعرقل الكونغرس تعيينه. وعمِل كارتر في قسم شراء الأسلحة في وزارة الدفاع بين عامَي 2009 و2011، وكان نائباً لوزير الدفاع حتى عام 2013. وسيخلف هاغل الذي استقال الأسبوع الماضي، وسط تكهنات بخلافه مع البيت الأبيض في شأن كيفية التعامل مع ملفَي سورية وروسيا. ويوصف كارتر بأنه «إداري وتكنوقراطي»، إذ إنه معروف بعلاقته الجيدة مع دول في الخليج، كما أشرف على صفقات ضخمة لبيع السلاح، حين كان مسؤولاً عن مشتريات السلاح في الوزارة. وعمِل كارتر على ملفات الحدّ من انتشار السلاح الكيماوي، وأدى دوراً أساسياً في تطبيق قرار تفكيك الترسانة الكيماوية للنظام السوري. ويرى الخبير في شؤون الدفاع أنتوني كوردسمان أن كارتر شخصية «ستساعد أوباما في السنتين الأخيرتين (من ولايته) على تطبيق رؤيته»، من دون أن يصطدم مع البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي، كما حدث مع هاغل. ورحّب نواب جمهوريون بترشيحه، بينهم جيمس أينهوف، وهو عضو في لجنة الخدمات المسلحة التي ستصوّت على التعيين. واعتبرت جاين هارمان، وهي نائب سابق في الكونغرس مقرّبة من أجهزة الاستخبارات وإسرائيل، أن كارتر سيكون «مديراً جيداً» للوزارة، ينسجم مع تطلّع أوباما إلى ترسيخ موازنة دفاعية أفضل وإغلاق معتقل غوانتانامو قبل انتهاء ولايته الثانية عام 2016. ويُعتبر كارتر (60 سنة) الذي يحمل شهادة دكتوراه في الفيزياء النظرية من جامعة أوكسفورد، من المفكرين الأكاديميين في الوزارة، إذ وضع دراسات مطوّلة عن تطوير قوة الجيش وتحديثه للتعامل مع التحديات الجديدة. وفي قضايا المنطقة، يُتوقّع أن يستكمل العلاقة الدفاعية الجيدة مع دول الخليج، كما أنه يؤيد جهود مكافحة انتشار الأسلحة النوعية، وتحديث قدرات الجيش الأميركي للتعامل مع خطر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وسيصوّت الكونغرس على تعيينه في غضون أسابيع.