رشح الرئيس باراك أوباما أمس، مدير فريقه في البيت الأبيض جاك لو لمنصب وزير الخزانة، ما يعكس تحول أولويات الإدارة من السوق المالي إلى الموازنة الحكومية وأرقام العجز. وتوقعت مصادر احتفاظ وزير العدل أريك هولدر ووزيرة الصحة كاثلين سيبليوس بحقيبتيهما، من اجل تخفيف الاتهامات الموجهة إلى البيت الأبيض في شأن كون معظم وزراء الولاية الثانية من الرجال والبيض. واعتبر البيت الأبيض أن لو الذي سيخلف تيموثي غايتنر الذي أدار الوزارة في السنوات الأربع الماضية، «يحمل هموم الطبقة الوسطى، ويستطيع كسب دعم الحزبين الديموقراطي والجمهوري لتطبيق سياسات اقتصادية مدروسة». وعكس التعيين التحول في الوسط الأميركي منذ اختيار غايتنر للمنصب العام 2008 باعتباره وجهاً معروفاً في السوق المالي وبين مديري المصارف تعامل مع الأزمة التاريخية للسوق. وتساعد خبرته في التفاوض مع الكونغرس حول الموازنة، علماً انه لا يملك خبرة في السوق المالي وعمل المصارف، وتنحصر مهاراته في المفاوضات وشؤون الموازنة. ويتوقع أن تتصدر المعارك الاشتراعية حول العجز الأميركي البالغ 16 تريليون دولار والإنفاقات الحكومية، الأجندة الداخلية لأوباما في ولايته الثانية. ونجح لو فعلياً خلال الشهور الأخيرة في التفاوض مع الجمهوريين وإبرام اتفاق في الساعة الأخيرة لتفادي «الهاوية المالية» مطلع هذا العام. وإضافة إلى ترشيح جاك لو الذي يتوقع أن يصادق الكونغرس على تعيينه، بدعم من الحزبين، في الأسابيع المقبلة، اعلن البيت الأبيض أن وزير العدل الأميركي - الأفريقي أريك هولدر سيبقى في منصبه، رغم خلافاته مع الجمهوريين في مجلس النواب حول قرارات مثيرة للجدل تتعلق بملاحقة عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية، وأساليب التعامل مع معتقلين بتهم الإرهاب. كما ستستمر وزيرة الصحة كاثلين سيبليوس ووزير شؤون المحاربين أريك شينساكي في منصبيهما. ويساهم انتماء الوزراء الثلاثة إلى الأقليات في دحض الاتهامات بأن الإدارة الجديدة لأوباما في ولايته الثانية تضم غالبية «من الرجال والبيض»، خصوصاً أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزيرة العمل هيلدا سوليس ستغادران منصبيهما، فيما رشح الرئيس جون كيري للخارجية وتشاك هاغل للدفاع. ولا يعرف إذا كان مستشار الأمن القومي توم دونيلون سينتقل إلى الخارجية الأميركية من اجل مساعدة كيري، أو احتمال تعيين السفيرة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس خلفاً له في البيت الأبيض، بعد خسارتها حقيبة الخارجية.