غيَّب الموت، رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق في مصر محسن شعلان، عن 63 سنة، إثر تعرضه لأزمة قلبية حادّة. وتقام اليوم مراسم العزاء في القاهرة، كما أعلنت نقابة التشكيليين المصريين أنها بصدد عقد لقاء تأبيني للفنان الراحل مساء الخميس المقبل في مقر النقابة في القاهرة. شغل شعلان منصب رئيس قطاع الفنون التشكيلية إبان الواقعة الشهيرة لاختفاء لوحة «زهرة الخشخاش» للفنان الهولندي فنسنت فان غوغ من متحف محمود خليل في القاهرة قبل ثلاث سنوات. ودين على إثرها شعلان بالإهمال، وحكم بالسجن سنة. وخرج ليقيم معرضاً لأعماله التي أنجزها داخل السجن تحت عنوان «القط الأسود». ويرى متابعون للحركة التشكيلية وكثير من المثقفين المصريين أن شعلان لم يكن إلا كبش فداء قدمه رجال فاروق حسني وزير الثقافة إبان العهد السابق كنوع من العقاب له على اتهامه إياهم بإهمال مطالباته بتطوير المتاحف الفنية التابعة لقطاع الفنون، خصوصاً أن بعضها يحوي أعمالاً عالمية تقدر قيمتها بملايين الدولارات. ويرى الفنان أحمد شيحة أن شعلان تعرض لظلم كبير، فقد كان لزاماً على وزارة الثقافة آنذاك أن تقدم كبش فداء لتغطية إهمالها، ولم تجد أمامها سواه، «هو الذي لم يكن يجيد ألاعيب الموظفين والساسة، فقد كان يتعامل مع الجميع بحسن نية». ويقول إبراهيم الدسوقي إن ما زاد إحساسه بالظلم والألم النفسي بعد ما تعرض له أن « ثمة فنانين كثراً وقف بجانبهم حين كان رئيساً لقطاع الفنون، تخلوا عنه بعد تلك الواقعة». وعقّب الفنان محمد طلعت مدير قصر الفنون السابق بقوله إن شعلان «كانت له أياد بيضاء على كثير من الفنانين الموجودين الآن في الساحة، وهو يستحق منا أن نرد له إعتباره»، داعياً الفنانين المصريين للمشاركة في اللقاء التأبيني الذي سيقام في مقر نقابة التشكيليين. وبعد وفاة شعلان، قال رئيس قطاع الفنون التشكيلية الفنان صلاح المليجي: «نعزي أنفسنا وعائلته ومحبيه. لقد شكل خبر وفاته، صدمة هائلة لزملائه الفنانين ولمحبيه وجمهوره في كل مكان. وخسرت الساحة الفنية أحد فنانيها الكبار. إلا أنه إذا كان قد غادر حياتنا الفنية بجسده فستظل إبداعاته علامات مضيئة في سماء الفن التشكيلي المصري والعربي». الفنان محسن شعلان من مواليد عام 1951. أقام العديد من المعارض الفردية لأعماله في مصر وخارجها منذ تخرجه في كلية التربية الفنية في القاهرة عام 1974، وشغل العديد من الوظائف كان آخرها رئيس الإدارة المركزية للخدمات الفنية للمتاحف والمعارض 2002، ثم رئيساً لقطاع الفنون التشكيلية المصري حتى عام 2010. ونال الفنان الراحل العديد من الجوائز والتكريمات في مصر والخارج، ويقتني أعماله كثير من الهيئات والمؤسسات والأفراد في مصر والعديد من الدول. كان شاغله الأول الإنسان بكل ما يعتريه من علاقات ومشاعر وأحاسيس متشابكة ومعقدة. كما انصب اهتمامه على العلاقة بين الرجل والمرأة، فهو الموضوع الأثير بالنسبة إليه والأكثر حظوة بين مواضيعه الأخرى. كان يرسم كمن يروي حكاية شعبية لا تنتهي، ويترصد لمشهد ممتد من معاناة البسطاء والمهمشين. يتأمل بفرشاته آثار الزمن في وجه رجل عجوز من صعيد مصر، أو نظرة إحباط وأسى على ملامح شاب في مقتبل العمر، أو حلماً عابراً على صفحة وجه رائق لفتاة.