كشف فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة الباحة وجود خطط مستقبلية لجعل طريق «الفيل»، الذي يمر بأربع مناطق وصولاً إلى منطقة مكةالمكرمة ضمن المسارات السياحية في المنطقة، فيما قال المدير العام للمتاحف في الهيئة الدكتور عوض الزهراني ل «الحياة» إن قطاع الآثار والمتاحف أوفد عدداً من البعثات العلمية المتخصصة في مجال الآثار والمتاحف لتتبع مسار هذا الطريق، وتسجيل وتوثيق معالمه. وأكد المدير العام لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة الباحة ل «الحياة» المهندس منصور الباهوت وجود خطط مستقبلية لجعل هذا الطريق ضمن المسارات السياحية في المنطقة، موضحاً أن الهيئة زرعت (بئراً) بارتفاع متر ونصف المتر، للتعريف بمسار الطريق من جرب إلى كرا الحائط، كما تم وضع حراسة دائمة للموقع. من جهته، قال المدير العام للمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار بالسعودية الدكتور عوض الزهراني ل «الحياة» إن الطرق التجارية أدت دوراً كبيراً في اقتصاد شبه الجزيرة العربية وخدمة تجارة العبور، وبفضل الانتعاش الاقتصادي الذي عاشته التجارة خلال فترات مختلفة من العصور القديمة، أوْلى العرب الطرق التجارية اهتماماً كبيراً، لافتاً إلى أن الطرق التجارية أدت إلى ربط جنوب الجزيرة العربية بشمالها الشرقي والغربي، ما أدى إلى نشأة وازدهار الكثير من المدن في أنحاء من الجزيرة العربية. وأفاد الزهراني بأن ثلاثة طرق برية قديمة كانت تربط جنوب الجزيرة العربية بشمالها، وطريق رابع يربطها من الشرق إلى الغرب، وتظهر معالم طريق التجارة المعروف باسم طريق «الفيل» على شكل أجزاء مرصوفة بألواح حجرية، ونشأت على جانبي الطريق محطات صغيرة لتقديم الخدمات التي يحتاجها عابرو هذا الطريق وغيرهم. وبيّن أن قطاع الآثار والمتاحف أوفد عدداً من البعثات العلمية المتخصصة في مجال الآثار والمتاحف لتتبع مسار هذا الطريق، وتسجيل وتوثيق معالمه، وشمل العمل امتداده من الحدود السعودية اليمنية وحتى منطقة مكةالمكرمة، مشيراً إلى أنه طريق التجارة، وكانت تسلكه القوافل التجارية من جنوب الجزيرة العربية، كما عرف الطريق بطريق الفيل في فترات حديثة، كما أنه استخدم طريقاً للحج خلال الفترة الإسلامية. وأكد المدير العام للمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار بالسعودية أن طريق «الفيل» ليس أقدم الآثار في السعودية، إلا أن الدلائل الأثرية تشير إلى أنه استخدم خلال القرون الأخيرة قبل الميلاد وحتى العصر الإسلامي المتأخر، وأن الطريق يمر بأربع مناطق وهي منطقة نجران، منطقة عسير، ومنطقة الباحة وصولاً إلى منطقة مكةالمكرمة، مع وجود أجزاء منه ما زالت قائمة وتظهر بوضوح، خصوصاً في الأجزاء الواقعة شرق منطقة الباحة في كل من جرب وكرا الحائط، إذ يلاحظ أن أعمال الرصف والتكتيف المحاذي للطريق ما زالت قائمة حتى الآن. واستاء سكان منطقة الباحة خلال حديثهم إلى «الحياة» من تجاهل فرع هيئة السياحة لطريق الفيل، وعدم الاهتمام به مقارنة باهتمامها بمدائن صالح والقرى الأثرية الأخرى، إذ قال المواطن سعيد الغامدي إن طريق الفيل يعتبر من الطرق المشهورة على مستوى العالم الإسلامي، إذ أنزل الله فيه سورة في القرآن تسمى بسورة «الفيل»، بيد أن فرع السياحة والآثار في المنطقة لم تهتم بهذا الطريق بالشكل الصحيح، ولم توليه اهتمامها، كما لم يستثمر في التطوير من قبلهم. من جهته، اعتبر المواطن عبدالله عشق أن طريق الفيل يشد انتباه الزائرين له من خلال طريقة رصف الصخور عليه، «عندما تراه تظن أن مهندسين أشرفوا عليه، ولو أن الطريق وجد اهتماماً من السياحة والآثار، كما تولي مدائن صالح والقرى الأثرية اهتماماً لكان له إقبال كبير جداً من الزوار، نظراً إلى شهرة قصته عند المسلمين».