رجحت مصادر تواكب التحقيقات الأمنية أن حدوث وفاة أصحاب الجثث التي عُثر عليها خلال الأيام الماضية في إحدى مزارع مدينة صفوى (محافظة القطيف)، تعود إلى ما بين ثلاثة وأربعة أعوام. فيما كشف مستأجر المزرعة علي آل دهيم أن جميع الجثث الخمس الذي عثر عليها إلى الآن، كانت أطرافها مقيدة بحبال والأفواه محشوة بالقطن، ومغطاة بلاصق. وذكر أن «الحبال واللاصق من نوعية واحدة». واستأجر آل دهيم المزرعة التي تبلغ مساحتها 20 ألف متر مربع، وتقع شمال شرقي مدينة صفوى، قبل عامين. وتعود ملكيتها إلى سيدة مُسنة، استأجرها من طريق زوجها. فيما كانت مستأجرة من شخص آخر، قبل العامين. وذكر أن المستأجر السابق «خضع إلى التحقيق من جانب الأجهزة الأمنية». وقال آل دهيم ل «الحياة»: «إن الجثث كانت مكومة فوق بعضها، حين عثرت عليها أثناء عمليات حفر قمت بها في المزرعة. فيما كنت أنوي تهيئة أرض المزرعة لزراعة بعض أنواع الجزر والخضروات الموسمية والحشائش الخضراء. إلا أن ملوحة الأرض حالت دون ذلك». واستعان آل دهيم بآلة حفر كبيرة، لإيجاد حفر (خراج) في أرض المزرعة، تساعد على قلب التربة، لأجل التخلص من نسبة الملوحة المرتفعة فيها. وذكر أنه «أثناء الحفر من جهة الغربية إلى الشرقية، وبعد 13 متراً اكتشفنا عظاماً (الجثة الأولى)، وبعد مترين من الموقع الأول اكتشفنا أخرى (الجثة الثانية)». وأشار إلى أن بقايا العظام أثارت لديه «الشك» بأنها تعود إلى «بقرة نافقة». إلا أن هذا «الشك» تبدد لدى «آل دهيم» بعد أن تأكد أنها «عظام بشرية صغيرة». كما عثر بالقرب منها على قطعة اعتقد أنها من سروال داخلي». فرجح أنها تعود إلى «صبي من مدينة صفوى فُقد منذ فترة. وحينها قررنا التوقف وإبلاغ الجهات الأمنية»، مضيفاً «كنا نعتقد أنها جثة واحدة. إلا أن الضابط الذي حضر قرر فور رؤيته للرفات، أنها تعود إلى شخصين».، لافتاً إلى أنهم عثروا على رؤوس الجثث أول من أمس السبت. وأردف أن «عمليات الحفر المبدئية التي تمت تحت إشراف الجهات الأمنية بينت وجود جثتين فقط. فيما تم اكتشاف ثلاث جثث أخرى بعد ذلك». واختتم بالقول: «أشعر الآن بالتردد من استكمال عمليات تعديل الأرض وزراعتها»، لافتاً إلى أنه يشعر بنوع من «الخوف»، كونه يرى لأول مرة «عظاماً بشرية». من جهته، قال مصدر مطلع على حيثيات القضية ل «الحياة»: «إنه تم التوصل إلى بقية الجثث، بعد أن تعرفت الجهات الأمنية على شخصية أحدهم. إذ شوهدت معه أوراق ثبوتية في الموقع ذاته. كما توصلوا إلى اسم الجثة من خلال خاتم ذهبي مكتوب عليه اسم «سليم». وتم التوصل إلى اسم كفيله، وهو من بلدة العوامية المجاورة. وتم التحقيق معه ومع عمال الكفيل. الذين أكدوا اختفاء أربعة أشخاص، إضافة إلى كفيل آخر من بلدة صفوى، كان سائقه الخاص اختفى منذ سنوات مع السيارة التي كان يقودها، فيما اشتهر بشرب الخمر. فتم استئناف عمليات الحفر، واكتشاف ثلاث جثث إضافية، ليكون مجموعها خمس جثث. وبدأ العثور على الجثث، بعدما تلقت شرطة مدينة صفوى بلاغاً من أحد المواطنين، عن العثور على هيكل عظمي لجثة متحللة في مزرعة استأجرها، بغرض استصلاحها زراعياً. وحين باشرت الموقع، عثرت على جثة أخرى. واتضح أنهما كانتا مكبلتين بحبال، وغير مكتملتي العظام، ولا تبعدان عن سطح الأرض سوى متر واحد. في حين أسفرت عمليات المسح في مسرح الحادثة من خلال فرق المحققين والأدلة الجنائية عن العثور على 3 جثث أخرى، ليصبح مجموع الجثث التي تم العثور عليها حتى الآن 5 جثث، مع احتمالات مفتوحة بوجود جثث أخرى، أو تفاصيل أخرى تكون «مفتاحاً للغز الجثث المدفونة».