إصطفت آلات موسيقية شرقية على يمين المسرح، فيما تمركزت على يساره آلات موسيقية غربية، وجلس في الوسط عازفا عود وقانون برفقة الكورال. هكذا بدا المشهد الداخلي لمسرح الشهيد رفيق الحريري في معهد العالم العربي في باريس الذي احتضن أمسية غنائية لفرقة «الطرب» التونسية كان الإقبال الجماهيري عليها لافتاً من عرب وفرنسيين. افتتحت الأمسية بموسيقى لأغانٍ من الزمن الجميل موزعة بطريقة سلسلة، فأيقظ تنقل المقامات بين الحزن والفرح حنيناً الى تلك الحقبة الموسيقية. وتألفت الفرقة من 30 عضواً بين عازف ومغن. وتداورت أصوات شابة وجميلة في الجزء الأول من الأمسية، على تقديم أغان لعبدالحليم حافظ وأسمهان وفايزة أحمد ومحمد عبدالوهاب، لاقت استحساناً لدى الجمهور، الذي ما إنفك يصفق ويهلل، خصوصاً في أغنيتي «كل حاجة» و»قلبي دليلي»، اذ قدمتا بتوزيع جديد. وخصص الجزء الثاني من الأمسية للفولكلور المصري، فقدمت قطعة موسيقية مع رقص شرقي، تبعتها أغنية «متى أشوفك» للراحل محمد رشدي بصوت مايسترو الفرقة التونسي محمد العايدي، واستمرت الأمسية مع أغاني «جينا» و»سلم علي» لبليغ حمدي، فيما كان الختام مع «»بساط الريح» لفريد الأطرش. تهدف فرقة «الطرب» التونسية التي تأسست عام 1992 وتتكوّن من جنسيات مغاربية ومصرية ويطغى عليها العنصر الشاب، الى حفظ التراث الغنائي وتقديمه للأجيال الناشئة، خصوصاً من ذاكرة السينما الغنائية، وتقدم الفرقة حفلات في كل البلدان، وطافت مسارح عربية ودولية. وقال المايسترو التونسي محمد العايدي في حديث الى»الحياة»: «حافظنا في الموسيقى المقدمة مع أغاني الزمن الجميل والفولكلور المصري على روحها الأصلية، ولكن مع بعض التصرفات الموسيقية أو إضافة آلات لم تكن في تلك الحقبة الفنية، لتقديم الأعمال في قالب جديد». وأضاف:» نلاحظ من خلال الحفلات التي نقدمها، مدى تعطش الجمهور الى الأعمال القديمة، ما يمنحنا قوة للاستمرار في ما بدأناه، خصوصاً أن التحضير لأي أمسية نريد تقديمها، يستغرق وقتاً لانتقاء الأعمال والعمل على اضافة القليل اليها تحت اشراف كل من عازفة العود مريم بو شريحة والموسيقي رياض البدوي، لئلا تكون نسخة فقط من الماضي». يذكر ان العرض تضمن لوحة عرض بصرية تعريفية لتقديم فيديوات وشروح كتابية عن كل شيء مقدم، ما يساعد الجمهور الفرنسي على الاندماج بالأمسية.