المتابع للإعلام اللبناني في الفترة الأخيرة يلاحظ هجوماً شرساً على حكومة المملكة العربية السعودية وكيل الاتهامات لها، فمرة يسمونها بالتكفيرية ومرة أخرى بالإرهابية، والتشكيك في كل ما تقدمه السعودية للبنان، وفي هذا تجنٍ كبير وظلم عظيم على ما درجت عليه «المملكة» في علاقتها مع لبنان، فلنسترجع التاريخ قليلاً لنعرف الحقائق ودور السعودية في لبنان، فمعارك لبنان الطائفية ليست ببعيدة، فالحرب التي أكلت الأخضر واليابس فيه حتى أنها أضحت مشكلة عالمية، وأصبحت قضية مستعصية حتى على القوى العظمى في العالم، فها هي أميركا تخسر خسائر كبيرة في لبنان، وأصبحت الحلول مستحيلة، ووحده المواطن اللبناني من يعاني من هذه الحرب، ويعاني ويلاتها حتى أصبح خروجه من منزله معاناة، فهو لا يستطيع الخروج حتى يودع أبناءه، فلربما لا يراهم مرة أخرى، واستمرت هذه الحرب 16 عاماً، والآلة العسكرية تفتك بأبناء لبنان، ولا يوجد من يرحمهم بل على العكس، أصبح الغرب يتاجر بأجساد اللبنانيين، وأصبح الرجل يقتل ليؤخذ قلبه أو كليته ويرسلان إلى أوروبا ليعيش إنسان آخر بأعضائه. فعلى يد من انتهت هذه الحرب الهوجاء؟ ومن تكبد عناءها، ليصلح بين جميع الطوائف؟ أليست هي «المملكة»؟ وهل توقفت بعد ذلك عن دعم شقيقتها لبنان؟ بل على العكس استمرت حكومة المملكة في الدعم، وعاش اللبنانيون حياة هانئة كريمة، وكان المواطن اللبناني يمارس حياته في شكل طبيعي لفترة من الزمن، فمن أعاد الحرب إلى أرض لبنان هو من يتهم السعودية الآن، فهل كان ينظر إلى المواطن اللبناني حينما أشعل هذه الحرب؟ أم أنه كان يطبق أجندة إيرانية على حساب أبناء وطنه في حرب وهمية لم ينتصر فيها، ولم يسلم من أذاها اللبنانيون. وها هو مرة أخرى، يقحم لبنان في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، بدعوى واهية وعذر غير مبرر كحماية المقدسات وحراسة العتبات، فهل كان يشغل باله المواطن اللبناني وقتها؟ وهل جر للبنان غير السيارات المفخخة والدمار؟ صديقي المواطن اللبناني، يقول الشاعر: وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم وما هوعنها بالحديث المرجمِ متى تبعثوها تبعثوها ذميمة وتضرى إذا ضريتموها فتضرم فتعرككم عرك الرحى بثفالها وتلقح كشافاً ثم تنتج فتتئم فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم صديقي المواطن اللبناني أعلم يقيناً بأنك على درجة كبيرة من الوعي، لتعلم من صديقك؟ من عدوك؟ ومن يريد لك الخير؟ ومن يتربص بك الدوائر؟ ويبقى سؤالي لك أنت يا صديقي: هل تستحق السعودية أن تشتم على منابر الإعلام في لبنان بعد كل ما فعلته لأجل ازدهار لبنان وإعماره؟ صديقي المواطن اللبناني، ألم يكن دخول إيرانللبنان نذير شؤم، إذ إنها تحاول بكل قوتها من طريق أعوانها في لبنان أن تعيد الحرب الطائفية مرة أخرى؟ وأخيراً، صديقي اللبناني، لا أريد منك شيئاً، فكل ما أريده لك، أن تعود إلى أطفالك وبيتك آمناً مطمئناً، وتنعم بخير هذه الحياة، وهذا ما أرجوه لك .. صديقك المخلص. [email protected]