البليونير هو ذلك الرجل الذي يساعد موته في حل أزمة الكثير من أقاربه! هكذا وصف أحدهم سعي الجميع إلى جمع المال، ولاشك في أننا في هذا العصر نحتاج إليه كثيراً في رياضتنا لننهض بها جنباً إلى جنب مع الفكر. التاريخ يستعرض لنا عدداً من العائلات والشخصيات التي كرست نفسها لتبنّي أندية عدة، فعلى سبيل المثال نادي مانشستر يونايتد الذي تأسس عام 1878 بمسمى سكة حديد «نيوتن هيث» ثم تحولت ملكيته إلى رجل الأعمال الأميركي مالكوم جيلرز عام 2005 بصفقة كلفته 800 مليون باوند، وتبلغ قيمته الحالية أكثر من ثلاثة بلايين باوند، وتتداول أسهمه في بورصتي لندن ونيويورك، ويرعى النادي أكثر من 18 شركة كبرى مثل: الراعي الرسمي شركة التأمين «آي أو إن» التي دفعت 80 مليون باوند في عقد يمتد أربعة مواسم لتكون أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم، إضافة إلى شركة نايك ودي إتش إل وأودي والطيران التركي وإس تي سي السعودية. في إنكلترا أيضاً كاد تشيلسي أن يصبح ليدز يونايتد آخر وذلك عندما اشتراه كين بايتس بجنيه واحد فقط عام 1981 والذي بدوره باعه في 2003 إلى البليونير الروسي ورجل النفط رومان أبراموفيتش في مقابل 140 مليون جنيه إسترليني، والآن تصل قيمة النادي إلى ما يقارب ال600 مليون يورو بحسب مجلة فوربس. وفي إيطاليا تمتلك عائلة أنيلي نادي يوفنتوس العريق ودعمت مسيرته ابتداء من إدواردو حتى الرئيس الحالي أندريا، وذلك من خلال استثماراتها الهائلة في السوق مثل ملكيتها لفيراري وفيات في قطاع السيارات. دخول الأثرياء العرب في الاستثمار الأجنبي في الأندية بدأ بواسطة المصري محمد الفايد الذي اشترى فولهام الإنكليزي عام 1997، ومن ثم الإماراتي سليمان الفهيم الذي اشترى بورتسموث، لتحدث بداية الثورة الكبرى من خلال مجموعة أبوظبيالمتحدة التي يرأسها منصور بن زايد بشراء مانشستر سيتي من رئيس الوزراء التايلاندي تاكسين شيناوترا في 2009، ما أسهم في تحقيق لقب الدوري في الموسم الماضي. ولم يتوقف الاستثمار العربي عند ذلك، إذ اتجهت شركة قطر للاستثمارات إلى باريس سان جرمان الفرنسي، ومجموعة رويال دبي إلى خيتافي الإسباني، ومجموعة الحساوي الكويتية إلى نوتنغهام فورست. سعودياً، بادر الأمير سلطان الفرحان إلى شراء باناثياكوس اليوناني، وأخيراً اتجه الأمير عبدالله بن مساعد لشراء نصف أسهم نادي شيفيلد يونايتد الإنكليزي. ولتبيان تأثير دخول الاستثمار العربي، ارتفعت عوائد الأندية الكبرى بنسبة ثلاثة في المئة في أعوام قليلة، وفي إحدى الدراسات تخطت العوائد الإجمالية مبلغ ستة بلايين دولار سنوياً. ويعود سبب هجرة تلك الأموال الضخمة إلى هناك إلى تملك الحكومات للأندية هنا، وكذلك إلى غياب الأنظمة التي تحفظ الحقوق، وإلى حرص الأندية على مصالحها وتغييب مصلحة الرعاة، وإلى الأرباح المغرية التي يجنيها المستثمر العربي في الخارج، والتسهيلات التي يجدها، ليس في مجال الرياضة فحسب، بل في مختلف القطاعات التجارية. ولكي نتفهم العشوائية التي تدار بها أنديتنا المحلية، سأفترض أن شركة ما أرادت رعاية ناد سعودي كالهلال أو النصر، فماهي القيمة السوقية لهذا النادي؟! إذا عرفنا الإجابة فقد بدأنا السير في طريق الحل!