ينتظر الفتى يوسف أبو حطب انتهاء دوامه الدراسي، لقضاء ما تبقى من يومه في ممارسة رياضة ال«باركور»، برفقة مجموعة من زملائه، فوق أسوار المباني العالية في واحدة من المستوطنات التي خرجت منها إسرائيل عام 2005. تُعدّ ال«باركور» وهي رياضة حديثة العهد في قطاع غزة، محط إعجاب المئات من الفتية. تعلمها هؤلاء عبر الأنترنت ومقاطع الفيديو المنشورة على موقع «يوتيوب»، وطبقوها على أرض الواقع، حتى اتقنوا اللعبة الجديدة، وفق ما يقول يوسف ل«مدرسة الحياة». يعرّف يوسف (17 عاماً) «الباركور» بأنها إحدى الفنون الرياضية التي تعتمد على قوة بدنية لدى الشخص الذي يمارسها، بحيث تحتاج إلى لياقة عالية، وليونة في الجسم، كشرط أساسي في ممارستها، كي يتمكن من القفز فوق الموانع العالية، والانتقال من مكان لآخر بسرعة وبحركات دائرية تشبه رياضة الجمباز. يوسف ليس وحده من يمارس هذه الرياضة في منطقته، فلديه مجموعة من الأصدقاء كوّنوا مجموعة خاصة بهم لممارسة اللعبة بشكل جماعي، وحددوا أوقات التدريب عليها، في المناطق الخالية حيث الأسوار العالية. ضياء حمدان، أحد شركاء يوسف في هذه اللعبة يقول: «الباركور روح وحياة بالنسبة لي، بها أقوم بتفريغ طاقتي الداخلية، قفزي من فوق السور العالي يعطيني ثقة عالية بالحياة، وأشعر بجمال السماء وصغر الأرض». يضيف ضياء «هذه الرياضة ليست سهلة، وتحتاج إلى عزيمة عالية من قبل لاعبها كي يتقنها، وهو ما نمتلكه نحن الشباب الممارسين لها، لدينا عزيمة عالية خلال قفزنا من فوق الأسوار العالية، نتحدى الجاذبية في بعض الأوقات، ووصلنا إلى درجة الاحتراف برياضة الباركور». أحمد، أحد أفراد مجموعة يوسف الخاصة بممارسة «الباركور»، يقول: «هذه الرياضة الشيقة والمرحة أبدعنا بها في غزة، من دون تدريب من محترفيها الأصليين، لكن قلة الأماكن الترفيهية في غزة، دفعتنا إلى احترافها وحدنا وبمساعدة بسيطة من موقع يوتيوب». ويضيف: «الحرية والقوة أحد أهم السمات التي تتركها هذه الرياضة للأشخاص الممارسين لها».