أخلى الجيش الإسرائيلي فجر أمس قرية «عين حجلة» التي أقامها ناشطو المقاومة الشعبية على أنقاض القرية المدمرة في منطقة الأغوار قرب الحدود الفلسطينية الشرقية مع الأردن. ولم تكد اسرائيل تنهي اخلاءهم حتى أقام ناشطون آخرون بعد ظهر امس قرية «العودة 2» مكان قرية الجودلة في منطقة الجفتلك في الأغوار. وقال عضو اللجنة المركزية ل «الجبهة الديموقراطية» بسام مسلماني ان العشرات من الناشطين أقاموا قرية في الجودلة في منطقة الجفتلك قرب ما يسمّى «مقبرة الارقام» التي تقوم اسرائيل بدفن الشهداء الفلسطينيين فيها. وأوضح ان الناشطين يقومون حالياً بنصب الخيام ورفع الاعلام الفلسطينية تأكيداً على ان هذه المنطقة فلسطينية، وإحياء لقرية الجودلة. ولفت الى ان هذه القرية تحمل اسم «عودة 2» بعد ان دمر الاحتلال قرية «عودة 1» التي اقيمت على تخوم بيسان. وكان جيش الاحتلال اخلى بالقوة قرية «عين حجلة» قبل ذلك بساعات. وقال أحد ناشطي اللجنة الشعبية المنظمة للحملة عبدالله ابو رحمة ان مئات الجنود اقتحموا القرية بعد الساعة الواحدة فجر امس، وألقوا قنابل الصوت على المقيمين في القرية الذين بلغ عددهم نحو 500 شخص، وشرعوا في اعتقالهم وطردهم من الموقع. وأضاف: «كان بيننا عشرات العائلات والأطفال، وقام الجيش باعتقال عدد كبير من المقيمين ونقلهم في حافلات، وطرد الباقين الى خارج القرية وأجبرهم على السير الى اريحا التي تبعد عشرات الكيلومترات». وتابع ان عدداً من الناشطين أصيب برضوض، فيما نقل 40 مصاباً الى مستشفى اريحا للعلاج. وقرية «عين حجلة» واحدة من القرى التي اقامها ناشطو المقاومة الشعبية في المناطق المهددة بالمصادرة في أنحاء الضفة الغربية ضمن حملة تهدف الى حمايتها من الاستيطان. وبدأت الحملة بإقامة قرية «باب الشمس» شرقي مدينة القدس على الارض التي اعلنت اسرائيل خطة لإقامة مستوطنة عليها اطلقت عليها اسم «إي 1»، ثم تبعتها قرى «احفاد يونس» و «كنعان» و «العودة» وغيرها. ورمى الناشطون من وراء اقامة القريتين الأخيرتين، وهما «عين حجلة» و «العودة» الى التعبير عن رفض الشعب الفلسطيني مساعي اسرائيل لإبقاء قواتها على اراضي الأغوار الحدودية مع الأردن في الحل السياسي الذي يسعى وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى التوصل اليه بين الجانبين. وأخلت السلطات قرية «العودة» شمال الأغوار صباح الأحد الماضي. وكان من المقرر اقامة صلاة الجمعة في قرية «عين حجلة» امس. وقال الناشطون انهم وجهوا دعوات الى الجمهور للقدوم الى القرية لإقامة صلاتي الجمعة والأحد فيها، لكن السلطات استبقتهم وقامت بإخلائها. وقال الناشطون انهم سيواصلون النشاطات في المناطق المختلفة، وأن اخلاء القرى التي أقاموها لن يثنيهم عن مواصلة ابتكار أشكال جديدة من المقاومة. وأكد ابو رحمة: «المقاومة الشعبية ستواصل نشاطها لمقاومة الاحتلال والاستيطان». ولا تخفي اسرائيل قلقها من تنامي نشاطات المقاومة الشعبية في الضفة، والتي تترافق مع تنامي حملة المقاطعة الاقتصادية والاكاديمية لها حول العالم. وقال منسق الحملة الدولية للمقاطعة عمر البرغوثي ان أعداداً متزايدة من المؤسسات حول العالم بدأت بمقاطعة اسرائيل. وأضاف ان «العام الماضي شهد انضمام عدد مهم من المؤسسات الى المقاطعة، مثل 4 جمعيات اكاديمية اميركية، واتحاد المعملين في إرلندا، واتحاد الطلاب الناطقين بالفرنسية الذي يضم مئة الف عضو، وثاني اكبر صندوق للتقاعد في هولندا». واعتبر الكاتب الاميركي الشهير توماس فريدمان في مقال اختتم به زيارته الى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل الاسبوع الجاري ان الانتفاضة الثالثة الفلسطينية بدأت من اوروبا عبر اتساع حملة المقاطعة، معتبراً ان المقاطعة الدولية تفرض على اسرائيل «تحدياً أخلاقياً».