يواصل عشرات الشبان الفلسطينيين من تنظيمات مختلفة الاقامة على انقاض قرية عين حجلة القريبة من نهر الاردن لليوم الثاني على التوالي ضمن حملة (ملح هذه الارض). وقال محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح "هذه الحملة تهدف الى التاكيد على ان منطقة الاغوار فلسطينية وهي جزء من الدولة الفلسطينية." واضاف وهو يجلس على جذع شجرة نخيل ملقى على الارض في قرية عين حجلة التي رحل سكانها عنها بعد حرب عام 1967 "نحن هنا لنؤكد ان هذه الارض فلسطينية. لقد حاول جيش الاحتلال منعنا ولكننا نجحنا في الوصول هنا امس وسنبقى هنا الى اطول فترة ممكنة." وتابع قائلا "وجودنا اليوم هنا رسالة سياسية من ارض الواقع ان هذه الارض فلسطينية وستبقى فلسطينية."وتبعد قرية عين حجلة مئات الامتار عن دير حجلة الاثري ويفصلها عنه معسكر للجيش الاسرائيلي والى الشرق منها المكان المقدس المسمى بالمغطس على نهر الاردن. ويوجد في القرية بعض البيوت المبنية من الطين على شكل اكواخ كشاهد حي على وجود حياة فيها قبل فترة ليست بعيدة تحيط بها مجموعة من اشجار النخيل. ويقف افراد من الجيش الاسرائيلي على المداخل المؤدية للقرية على ما يبدو في محاولة لمنع ادخال الطعام الى المتواجدين في الداخل. وقال العالول "هم يحاولون التضييق علينا لاجبارنا على المغادرة وقد نجح محافظ اريحا والاغوار اليوم بادخال كميات من الطعام الينا." واضاف "الشباب هنا لديهم إرادة وتصميم على البقاء ولن يتركوا وسيلة لذلك لقد احضروا معهم الطحين وهم يقومون بالخبر على النار." وبدا عدد من الشباب متحمسون وهم يقومون بترتيب المكان واعداده للمكوث فيه اطول فترة ممكنة رغم ادراكهم انه لن يسمح لهم بذلك فهذه القرية لا يفصلها عن نهر الاردن سوى مجموعة من الاسلاك الشائكة.وقال الشاب فادي عوض من سكان مخيم عقبة جبر في مدينة اريحا والمتواجد في قرية عين حجلة "حتى لو تمكن جيش الاحتلال من اخراجنا من هنا فان رسالتنا وصلت .. هذه ارض فلسطينية وستبقى فلسطينية."واضاف لرويترز "نحن نعلم انهم قد يقتحمون القرية في اي وقت لاخراجنا بعد ان طلبو منا المغادرة ورفضنا ولكن ذلك لا يخيفنا."وسبق للفلسطينيين ان نجحوا في اقامة قرى من الخيام على اراض كانت تريد اسرائيل مصادرتها في القدس ونابلس والخليل ولكن السلطات الاسرائيلية كانت لا تسمح لهم بالمكوث اكثر من يومين في حال نجاحهم بالوصول اليها. ويريد الفلسطينيون ان تكون منقطة الاغوار جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية وان تشكل حدودها مع الاردن.وعرضت اسرائيل خلال محادثات السلام الجارية حاليا برعاية امريكية بعد ثلاث سنوات من التوقف ابقاء قواتها العسكرية في هذه المنطقة لاسباب امنية الامر الذي رفضه الفلسطينيون.وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرارا انه يقبل بوجود قوات دولية في هذه المنطقة لتهدئة المخاوف الاسرائيلية الا انه لن يقبل بوجود اي جندي اسرائيلي في حدود الدولة الفلسطينية.وغربت شمس يوم السبت دون تسجيل اي حادث يذكر بين الجنود والشبان المقيمين في القرية عدا التدقيق في بطاقات الداخلين والخارجين منها.ويعتقد بعض الشبان ان استراتيجية السلطات الاسرائيلية تقوم على منع ادخال الطعام والشراب اليهم لاجبارهم على المغادرة.