افتتحت روسيا أمس اول دورة العاب أولمبية شتوية تنظمها في تاريخها في حضور اكثر من 40 من قادة العالم، ما سمح بنشاط ديبلوماسي ولقاءات على هامش الدورة تأمل روسيا بأن تستفيد منها لتعزيز العلاقات مع حلفاء مهمين. وبين الشخصيات التي حضرت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش الذي تشهد بلاده ازمة سياسية منذ اكثر من شهرين. لكن الرئيس الأميركي باراك اوباما وعدداً من القادة الأوروبيين بينهم الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والألماني يواكيم غاوك، غابوا عن الافتتاح. والتقى الرئيس بوتين نظيره الصيني شي الذي حضر، وفق بيان اصدرته وزارة الخارجية الصينية، للمرة الأولى حدثاً رياضياً كبيراً في الخارج ل «تأكيد عمق العلاقات بين البلدين»، فيما اتهمت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية الغرب ب «تسييس الأولمبياد، في تكرار للسيناريو ذاته الذي واجهته الصين لدى استضافتها الأولمبياد الصيفي عام 2008، عبر اطلاق دعوات للمقاطعة بحجة ارتكاب بكين انتهاكات لحقوق الإنسان». وبعد الاجتماع، أجرى شي وبوتين حديثاً عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع رواد سفن حربية صينية وروسية تشارك في مهمة مشتركة لنقل الأسلحة الكيماوية السورية في البحر المتوسط. ورغم تدهور علاقات طوكيو مع بكين وسيول بسبب جزر متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، حضر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى سوتشي لإظهار دعمه للرئيس الروسي بوتين. ولا تثير السياسات الداخلية في روسيا جدلاً في اليابان، لكن النزاع الإقليمي يشكل خلفية رحلة آبي الى سوتشي التي توجه اليها بعدما تحدث إلى تجمع «يوم الأراضي الشمالية» السنوي في طوكيو، بهدف الضغط على روسيا لإعادة جزر تقول موسكو انها تشمل الطرف الجنوبي لسلسلة جزر الكوريل الروسية. وقال آبي على منصة تحمل شعار «اعيدوا الجزر الشمالية الأربعة» وخلفها علم اليابان: «فيما نطور العلاقات بين اليابانوروسيا يجب أن نحل في نهاية المطاف قضية أراضي الشمال ونوقع معاهدة سلام مع روسيا، لذا سأدخل في مفاوضات صعبة مع روسيا». ولم يدع آبي وبوتين النزاع يعطل الديبلوماسية التي تركز على الغاز الطبيعي وموارد أخرى، في وقت يرفض قادة الصين وكوريا الجنوبية دعوات آبي المتكررة لعقد لقاء. في واشنطن، قال اوباما في مقابلة مع محطة «ان بي سي» ان روسيا تواجه «تحدياً هائلاً» في منع شن هجوم ارهابي خلال الأولمبياد، مؤكداً بذل واشنطن كل ما في وسعها للمساعدة في حماية الحدث. ووصف اوباما اسلوب بوتين في أظهار الجدية والملل خلال لقاءات القمة بينهما بأنها «مجرد الاعيب سياسية لتعزيز صورته في بلده». وأضاف: «في الحقيقة، حين نكون في اجتماع نتبادل احاديث كثيرة في اجواء من الفكاهة وتحصل تنازلات من الجانبين»، مؤكداً ان العلاقة بينها «غير فاترة، إذ يعاملني بوتين باحترام كبير دائماً، في ظل ادراكه الحاجة الى العمل مع واشنطن». وأشار الى ان بوتين «يتوجه إلى مواطنيه بمظهر الرجل القاسي، فيما يميل السياسيون الأميركيون إلى الابتسام أحياناً».