تدهور سعر برميل النفط أمس إلى أدنى مستوياته منذ خمس سنوات وفاقم هبوطه تباطؤ نشاط المصانع في الصين وأوروبا، ما أضر بالأسهم في الأسواق الناشئة والعملات المرتبطة بالسلع. وأثار تراجع أسعار النفط وسلع أخرى مخاوف من الانكماش خصوصاً في منطقة اليورو واليابان. ودفع احتمال تسهيل أكبر للسياسة النقدية، الين إلى أدنى مستوياته في سبع سنوات أمام الدولار. وما يثير قلق واضعي السياسات والمصارف المركزية الأوروبية التي تجاهد لدعم النمو ودفع التضخم الذي بلغ مستويات مُثيرة للقلق إلى الارتفاع، انخفاض نشاط المصانع في أكبر ثلاثة اقتصادات في منطقة اليورو وهي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا. وأظهرت أرقام تراجع نمو الصناعات التحويلية في آسيا وأوروبا في تشرين الثاني (نوفمبر) إذ لم تنجح خفوضات كبيرة في الأسعار في تشجيع الطلب، في ما يشكل دليلاً إضافياً إلى أن الانتعاش العالمي الهش ربما يتوقف. وأظهر مسح مديري المشتريات في الصين تباطؤ الصناعات التحويلية في تشرين الثاني، ما يشير إلى أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يواصل تباطؤه. وفي لندن، بلغ سعر برميل نفط بحر الشمال «برنت»، تسليم كانون الثاني (يناير) أدنى مستوياته منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2009، ليصل إلى 67,53 دولار. وانخفض سعر برميل النفط الأميركي الخفيف في «نايمكس»، تسليم كانون الثاني (يناير) أيضاً، إلى أدنى مستوياته منذ تموز (يوليو) 2009 عند 63.72 دولار. إلى ذلك، أعلنت «شركة بترول أبوظبي الوطنية» (أدنوك) تحديد سعر البيع الرسمي لشحنات تشرين الثاني (نوفمبر) من خامها القياسي مربان عند 77 دولاراً للبرميل بأثر رجعي. كذلك نقلت مصادر في تجارة الوقود أن «مؤسسة البترول الكويتية» أبرمت عقود بيع زيت الغاز لعام 2015 بعلاوة 1.25 دولار للبرميل فوق أسعار الشرق الأوسط (التسليم على ظهر السفينة)، أي بانخفاض 44 في المئة عن عام 2014. وأبرمت المؤسسة عقد وقود الطائرات بعلاوة 1.80 دولار للبرميل. ومن بغداد، أعلن الناطق باسم وزارة النفط العراقية أن صادرات العراق من النفط بلغت 2.510 مليون برميل يومياً في تشرين الثاني (نوفمبر) ارتفاعاً من 2.461 مليون في الشهر السابق. وبلغت الإيرادات من صادرات تشرين الثاني 5.25 بليون دولار. وباع العراق النفط بسعر 70.4 دولار للبرميل انخفاضاً من 81.8 دولار في تشرين الأول. في سياق متصل، نقلت صحيفة عن رئيس نشاطات المصب في مجموعة «أم أو أل» المجرية للنفط قوله إن المجموعة تجري محادثات مع الزعماء الإقليميين في إقليم كردستان العراق في شأن اتفاق إطاري لشراء النفط الخام اعتباراً من عام 2015. وأبلغ نائب الرئيس التنفيذي في المجموعة لنشاطات المصب، فيرينك هورفاث، صحيفة «نابي غازداساغ» أن المجموعة التي تملك حصصاً في رقعتين في كردستان اشترت فعلاً بعض النفط الكردي هذه السنة. من ناحية أخرى، ذكر هورفاث أن المجموعة ستبدأ إنشاء مصنع جديد للمطاط الصناعي العام المقبل باستثمارات تبلغ مئة مليون دولار وبتكنولوجيا يابانية. ومن باريس، أعلنت شركة النفط الفرنسية «توتال» تحقيق كشفٍ نفطيٍ قرب أربيل في إقليم كردستان العراق، في ثاني كشف لها في منطقة حرير في غضون سنتين. وجاء في بيان أصدرته أن الاختبارات على البئر «جيسيك – 1» أسفرت عن تدفق النفط بمعدل 6100 برميل يومياً. وتملك «توتال» 35 في المئة في امتياز حرير وتستحوذ «ماراثون أويل» على 45 في المئة وحكومة إقليم كردستان 20 في المئة.