فيما ردت جامعة الملك سعود على خبر نشر أخيراً يفيد بمسؤوليتها عن وفاة إحدى الطالبات بسبب منع فرق الإسعاف من مباشرة حالها المرضية داخل الجامعة، بتأكيدها على أن الطالبة كانت في الأصل تعاني مشكلات في القلب منذ الصغر، أكدت شقيقتان للفتاة آمنة باوزير بأنه لم تكن لديها أية مشكلة صحية، وأن التأخر في وصولها للمستشفى سبب وفاتها، وأن التقارير الطبية أكدت أن سبب الوفاة ليس الأزمة القلبية الحادة كما ذكرت الجامعة، وإنما توقف الدورة الدموية. وكانت طالبة الماجستير آمنة (27 عاماً) المتخصصة في علم الاجتماع والتي كانت تحلم بتأسيس جمعية خيرية لمساعدة الناس، توفيت داخل كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الملك سعود منتصف الأسبوع الجاري. وأوضحت لطيفة باوزير شقيقة الضحية ل«الحياة» أمس في اتصال هاتفي، أن شقيقتها ذهبت لجامعة الملك سعود صباح الأربعاء لمعرفة مدى إمكان الالتحاق بها لنيل درجة الماجستير، لافتة إلى أنها لم تكن تعاني أمراضاً أو سبق وتعرضت لوعكات صحية قلبية. وأشارت لطيفة إلى أنه بحسب التقارير الطبية فإن شقيقتها تعرضت لتوقف في الدورة الدموية كان سبب مفارقتها للحياة، لافتة إلى أن الجامعة منعت دخول سيارة الإسعاف لنقل الطالبة للمستشفى. وذكرت باوزير أن شقيقتها المتوفاة تحدثت لهم في آخر ليلة قضتها معهم عن الوظائف، وأمنياتها في الحصول على وظيفة مرموقة، ولم تظهر لهم مؤشرات تختلف عن المعهود الذي تقوم به يومياً. وأشارت لطيفة إلى أن آمنة تقلدت منصب أخصائية اجتماعية في إحدى المدارس الأهلية مدة عامين، وتركت العمل واتجهت إلى الجامعة لنيل درجة الماجستير في الخدمة الاجتماعية، وفي ليلتها الأخيرة تحدثت عن صعوبة الحصول على وظائف. من جهتها، أكدت فهدة باوزير ل«الحياة» شقيقة آمنة أن التقارير الطبية الصادرة من مستشفى الملك خالد الجامعي عن آمنة أثبتت أن سبب الوفاة توقف الدورة الدموية، كما أفادت التقارير بأنها فارقت الحياة قبل وصولها إلى المستشفى. وشددت على أن آمنة كانت تحلم بجمعية خيرية باسمها، إلى جانب حصولها على درجة الماجستير في الخدمة الاجتماعية. من جانبه، رفض المتحدث الرسمي باسم جامعة الملك سعود بالرياض أحمد التميمي الرد على الاتصالات المتكررة ل«الحياة» بعد أن أشيع في مواقع التواصل الاجتماعي تعطل مصاعد الجامعة التي حاول المسعفون استخدامها لإنزال آمنة بأسرع وقت في محاولة لإنقاذها من الموت، وبحسب ما هو متداول في تلك المواقع فإن التخبط بين الطالبات وقلة الخبرة حالا من دون إسعافها أولياً. فيما اكتفى التميمي بإرسال بيان عبر رسالة «واتساب» علّق فيه على ما نشرته إحدى الصحف أخيراً بعنوان: «منع دخول الإسعاف لجامعة الملك سعود يودي بحياة طالبة»، بقوله: «أود في البداية أن أنقل تعازي الجامعة إلى ذوي الطالبة المتوفاة يرحمها الله، سائلاً الله لها المنزلة العالية من الجنة، وأن يربط على قلوب أهلها ويلهمهم الصبر». وأضاف: «وتصحيحاً لما تضمنه الخبر أشير إلى أن الطالبة المتوفاة يرحمها الله كانت تعاني من مشكلات في القلب منذ سن الرابعة بحسب إفادة والدها في أثناء زيارة مدير الجامعة لأسرتها لأداء واجب العزاء، وقد تعرضت الطالبة في ذلك اليوم لأزمة قلبية حادة، فبادرت المشرفة على الطالبات في الموقع بالاتصال بالعيادة الداخلية في مدينة الطالبات في تمام الساعة 12:15، وعند الساعة 12:20 حضرت ممرضتان ثم تلتهما الطبيبة التي كانت تباشر حالة في كلية أخرى». وتابع: «وبعد الفحص اكتشفوا توقف الجهازين القلبي والرئوي لديها ثم جرت محاولات الإنعاش، وفي الحال اتصلت المشرفة على الإسعاف عند الساعة 12:35 فكان في الموقع عند الساعة 12:45 فقام الطاقم بمباشرة الحالة وإكمال عملية الإنعاش القلبي والرئوي، ثم حُملت الطالبة في سيارة الإسعاف إلى طوارئ المستشفى الجامعي عند الساعة 1 ظهراً فكانت هناك عند الساعة 1:10 ترافقها موظفة من عيادة الجامعة، وحال وصولها استمرت محاولات الإنعاش بالوسائل المتقدمة حتى الساعة 1:39 بعد الظهر دون أي استجابة منها مع استمرار توقف القلب، فتقرر حينها التوقف عن مواصلة الإنعاش وإعلان حالة الوفاة».