يقف عميد الموضة الفرنسية بيار كاردان امام معطف أحمر عريض استدعى ثنيه استحداث جهاز جديد، وهو من أول تصاميمه، قائلاً: «هذا المعطف جال العالم! في تلك الفترة بدأت اكسب المال». المصمم الذي يعتبر مخترع مفهوم الملابس الجاهزة، يتكلم مطولاً عن ابتكاراته في المتحف الذي نقله من ضاحية باريس الى قلب العاصمة الفرنسية ليكشف عن «عمل حياة كاملة» بالتصاميم الهندسية الشكل والريادية المفعمة بالالوان. ويعلق في حديث مع وكالة «فرانس برس» على تصميم عائد إلى العام 1951 متأثر جداً بدار ديور حيث عمل كاردان في بدايات مسيرته الرائعة المستمرة منذ اكثر من ستين عاماً، «في تلك الفترة لم اكن بعد بيار كاردان، لم اكن قد فرضت نفسي كمصمم بعد». يحتوي المتحف على أكثر من 200 ابتكار وأثاث وقبعات وأحذية وحلي، تم نقلها من متحف سانتوان في ضاحية باريس الشمالية حيث كانت معروضة منذ عام 2006 الى هذا المصنع السابق لربطات العنق في منطقة ماريه في العاصمة الفرنسية. يستقبل زوار المتحف، الذي يتمنى كاردان أن يستقطب زواراً أكثر من وقت وجوده في الضاحية، عند المدخل، رجلان يعتمران خوذة ويرتديان بزة مطاطية في دليل على التصاميم الريادية للمصمم النجم في الستينات. وتتولى الارشادات للزوار أمينة المتحف رينيه تابونييه، التي دخلت متدربة الى دار بيار كاردان في سن الرابعة عشرة، وهي بعد مرور خمسين عاماً، لا تزال معجبة بحسه الابتكاري وتقول، أثناء وقوفها أمام صدرية رجالية مكسوة بقوالب حلوى صغيرة مصنوعة من السيليكون، «كل شيء يهمه، وليس فقط المواد المخصصة للازياء». ويريد بيار كاردان من خلال هذا المتحف ان يقدم «للعالم ارث خياط انطلق من الصفر. «لقد كنت محظوظاً كفاية بحيث انجزت ما كنت اريد من دون الحاجة الى مصرفي ومن دون اي سلطة فأنا رجل حر منذ سن العشرين». ورغم أنه عميد المصممين لكنه يستمر بتنظيم عروض ازياء من وقت الى آخر ويقول: «الشباب يصنعون الموضة وليس المسنين. انا في صفوف المسنين لكني حافظت على شبابي». لا يكشف عن اسم وريث له في الجيل الجديد ويأسف للخلط بين الابتكار والاناقة. ويقول ان «الابتكار متنوع جداً. ولم يعد يفرض نفسه كما في الماضي مع بالانسياغا وشانيل وكاردان وكوريج! الابتكار هو ان يتم التعرف الى المصمم من دون ان يضع اسمه. الاناقة ليست كافية».