«الصقر طائر حساس إلى أبعد حد على رغم أنه من الجوارح، لكنه «سريع العطب». وفي البرية يموت ستة من كل عشرة فراخ خلال السنة الأولى لحياة الصقر، لكنه إذا أحيط بعناية كافية يعيش بين 15 و 20 عاماً، مع زيارة المستشفى بانتظام»، كما قال بيطريون في ردهة المستشفى حيث اصطفّت أنواع من الصقور برفقة أصحابها تنتظر دورها. يمكن للطائر في مستشفى الصقور أن يأخذ لقاحاً دورياً، ويحصل على عناية بريشه ومنقاره وعينيه، وحتى تدليك لقدميه بعد تدريم الأظافر، في مستشفى مترامي الأطراف في أبوظبي، حيث يحاط الصقر بمنتهى العناية. يعالج المستشفى أكثر من 900 صقر سنوياً ويأتي مالكوها من الإمارات ودول الخليج الأخرى خصيصاً إلى هذا المكان الذي يُعد الأكبر في العالم، والأول من ناحية معالجة الصقور، في بلاد تعتبر فيها رياضة القنص بالقصور من أبرز الرياضات التقليدية. وتقول الطبيبة الألمانية مارغريت غابريال مديرة المستشفى التي تملك خبرة عشر سنوات في الاعتناء بالصقور: «نحاول الاهتمام بهذه الكائنات المذهلة. الأمر أبعد من بذخ زائد في الاعتناء بحيوان أليف، الأمر مرتبط بتاريخ البلاد». ويخال من يزور المستشفى أنه مخصص للبشر، وفي ردهة الاستقبال يأتي الممرضون لأخذ الصقر بلطف بينما يضعون قفازين ويحكمون غطاء العين حتى يجنّبوا الصقر التوتر، ثم يحملونه إلى غرفة واسعة مليئة بطاولات الفحص. ويضم المكان غرف عمليات ووحدة لطب وجراحة العيون، ووحدة للجدري، وقسماً للأشعة الرقمية، وغيرها من أحدث التجهيزات. ويتسع المستشفى الأجنحة لأكثر من 250 صقراً. وللمستشفى برنامج خاص لتفريخ هذه الطيور بدأ منذ 2011، ويباع الفرخ بسعر يتراوح بين 10 آلاف (2800 دولار) و35 ألف درهم (9800 دولار). ويعمل البرنامج بمثابة مرفق يستعين به أصحاب الصقور في تربية صقورهم، ليمارسوا بواسطتها رياضة القنص التي تقام لها بطولات على مستوى الإمارات والخليج، ويخوضون بها مسابقات قدرة وسرعة.