غرقت شوارع مدينة الخبر في «سيلٍ من المركبات»، بين ليلة وضحاها، بعد تنفيذ قرار إغلاق «نفق الراشد موقتاً»، من أجل «الصيانة». فيما اهتم المرور بالتنويه، وإعلام الأهالي بضرورة اتخاذ «طرق بديلة»، تفادياً لما ينتج من ذلك من «زحام شديد». إلا أنه غاب عن بال مسؤوليه متابعة تنظيم حركة السير، ولو ب «رجل مرور واحد». وتصاعدت شكاوى مواطنين ب «لغةٍ متضجّرة» من «الزحام الخانق» في شارع الجزائر، معتبرين قرار الإغلاق «سيئاً». فيما بدؤوا في اتخاذ إجراءات «الحيطة» بالخروج مبكراً من منازلهم، لمباشرة أعمالهم، وقضاء التزاماتهم اليوميّة، خوفاً من التأخر الناجم عن الزحام الذي قد يصادفهم. وأعلنت الإدارة العامة للطرق والنقل في المنطقة الشرقية، بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور، عن نيّتها «إغلاق النفق الواقع على تقاطع طريق الملك خالد مع طريق الملك عبدالله»، ما يسمى ب«نفق الراشد»، لمدة 5 أيام، عازية أسباب ذلك إلى «أعمال صيانة، تتطلب الإغلاق الموقت». فيما كشف ذلك عن «تقاعس» الجهاز المروري، وذلك بتقديمه «الإجراءات الروتينية»، بالتذكير «متأخراً»، بضرورة اتخاذ طرق بديلة، قبل الإغلاق بيوم واحد، إضافة إلى «رفعه يده» عن تنظيم السير، فيما امتدّ الزحام في الشارع والشوارع المحيطة، من ساعات الفجر الأولى، إلى مئات الأمتار التي بدأ فيها الإغلاق. وعََكس «الإغلاق» معاناة نحو 474 ألف نسمة من سكان مدينة الخبر، الممتدة عشرات السنين، المتمثّلة في «ضيق النفق»، و«تفتّت أجزاء واضحة منه». وقال منير سعود، الذي يسكن أحد أحياء الخبر الشمالية: «إن النفق يشكل خطراً بالغاً على سكان المدينة، وعلى مركباتهم، لاحتمال مرورهم منه، في شكل شبه يومي، وباعتباره من المشاريع القديمة»، لافتاً إلى أن «بقاءه من دون تطوير يمثل عائقاً أمام النمو السكاني، والتطور الجغرافي للمدينة، بعد أن حضرت الاقتراحات، وغاب تنفيذ الحلول، ما زاد تشنّج الحركة، وارتفاع وتيرة الشكاوى والمطالبة باتخاذ قرارات تصبّ في صالح المواطن»، لما تسبب فيه الإغلاق من أضرار، كان أبرزها هاجس التأخر عن مواعيد الدوام، والذي شغَل بالهم، ودفعهم إلى الذهاب مبكراً بساعات». وذكر سعد بقاش، أنه ليس في حاجة إلى طائرة من نوع «هليوكوبتر»، بل في حاجة إلى الدعاء ليصل إلى منزله قبل أذان الفجر، بسبب «النفق المغلق، ما أوجد زحاماً يمتد لمسافات، لم يكن يتوقعها أحد من سكان الخبر». ولجأ ياسر السيف، إلى أسلوب «ساخر»، ليشرح به الوضع الذي صادفه جراء «وقوعه في الزحام»، وبحثه عن حلّ. وقال: «أذكر وأنا صغير كنت ألعب لعبة البحث عن مخرج، والآن أسأل نفسي: كيف يرجع إلى منزله مَنْ يسكن الظهران ويعمل أو يدرس في الخبر». وأضاف أن «عدم وجود المخارج البديلة، وغياب المرور لفك الخناق، أدى إلى عكس بعض المركبات للسير، ما يدل على الفشل الذريع في التنظيم». فيما اعتبر بندر أحمد، أن الوضع في حيّ الثقبة «مخجل للغاية»، معيداً ذلك إلى «زحام لا يمكن تصوره، بعد إغلاق نفق الراشد، في توقيت سيء». واتفق معه عبدالله السلمان، بالقول: «إن قرار إغلاق نفق الراشد، تخبّط غريب»، متسائلاً عن سبب «عدم استغلال الإجازة الماضية في صيانة النفق».