قتل شخصان وجرح ثالث في عملية احتجاز رهائن نفذها تلميذ مسلح في مدرسة شمال العاصمة الروسية موسكو أمس. واستبعدت الشرطة احتمال ان يكون الهجوم ارهابياً قبل افتتاح دورة الألعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي الجمعة المقبل، فيما يعد الحادث فريداً في روسيا التي لم تشهد هجمات مسلحة لتلاميذ، وتفرض قوانينها قيوداً مشددة على بيع اسلحة، وتحظر منح القاصرين دون سن 18 التراخيص اللازمة لاقتناء الاسلحة بكل انواعها. وتخضع سوتشي لمراقبة أمنية مشددة جداً، خصوصاً بعد التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مدينة فولغاغراد (جنوب) نهاية العام الماضي، واسفرا عن 34 قتيلاً، والتهديدات التي اطلقها اسلاميون في شمال القوقاز بشن هجمات خلال الأولمبياد. ويرتقب ارسال دوريات اضافية لمراقبة محطات المترو، كما عززت اجراءات الأمن حول المدارس وحدائق الاطفال التي تلقى موظفوها تعليمات الشهر الماضي بإبلاغ السلطات عن أي شخص مشبوه، أو معلومات في اطار مكافحة الارهاب. واقتحم التلميذ الذي وصفته ادارة المدرسة بأنه من المتفوقين، احد الصفوف شاهراً سلاحه، واحتجز حوالى 20 تلميذاً لفترة قبل ان يطلقهم اثر تطويق رجال الأمن المدرسة. وأسفر تبادل النار عن مقتل شرطي وجرح آخر، كما قتل أحد المدرسين قبل ان يسيطر رجال الأمن على التلميذ ويعتقلوه. وأفادت وزارة الداخلية بأن «الشاب الذي لم تكشف دوافعه، هدد حارس المدرسة ببندقيتين آليتين يملكهما والده، وأجبره على فتح البوابة واقتياده إلى قاعة الدراسة. وأشارت الى أن المسلح وافق على إطلاق الرهائن بعد نحو ساعة من احتجازهم واطلاقه الرصاص على رجال الأمن الذين طوقوا المكان، ثم استدعت الشرطة والد التلميذ الذي اقنعه بالاستسلام. ورجحت وسائل اعلام احتمال تعرض التلميذ لأزمة نفسية بسبب خلاف مع مدرس مادة الجغرافيا، علماً انه اطلق النار على مدّرس صادف وجوده في ممر قبل اقتحام الفصل الدراسي. وأمر رئيس بلدية موسكو بمراجعة اجراءات الأمن فوراً في المدارس، وقال: «جرى تركيب انظمة مراقبة عبر الفيديو ونشرت حراسة ممولة من المدينة، لكن يبدو ان هذه الاجراءات غير كافية». على صعيد آخر، نفت وزارة الدفاع الروسية اعلان مصدر عسكري في موسكو دخول سفينتي «يو أس أس رامادي» و «ماونت ويتني» الأميركيتين الحربيتين، وعلى متنهما حوالى 600 عنصر من قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز)، الى البحر الأسود. وسبق ان اعلن البنتاغون ان زيارة السفينتين الحربيتين للبحر الأسود تأتي «في اطار التخطيط العسكري الإعتيادي لضمان أمن دورة أولمبياد سوتشي». وذكر أن السفينتين قد تقتربان من الساحل الروسي في حال تلقيهما طلباً من روسيا في هذا الشأن، وهو ما لم يحصل.