قتل 16 عراقياً على الأقل في هجمات متفرقة، بينها تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في بغداد أمس، فيما يواصل الجيش عملياته ضد مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في الأنبار. وأعلنت السلطات قتل 57 عنصراً من التنظيم. لكن رجل الدين المعروف عبد الملك السعدي أكد أن لا وجود ل «داعش» في المحافظة، والحديث عنه «هدفه تصفية المكون السني». وسجل الشهر الماضي قتل اكثر من ألف شخص في العراق، وهو اكثر شهر دام منذ نيسان (ابريل) 2008 ، على ما تفيد ارقام رسمية نشرت الجمعة. وما زالت بعض مناطق الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار (100 كلم غرب بغداد) خارج سيطرة القوات التي تنفذ عملية واسعة لإخراج المسلحين منها. وجاء في بيان لوزارة الدفاع أمس ان «الجيش بالتعاون مع الشرطة وأبناء العشائر استطاع خلال ليلة امس (أول من أمس) وصباح اليوم (أمس) قتل 57 مسلحاً من عناصر داعش والقاعدة الإرهابيين، بينهم عدد من القناصين». كما دمرت عربتان محملتان رشاشات احادية ومفرزة هاون وقتل أفرادها في منطقة الملعب والحميرة. وقال ضابط في الشرطة برتبة مقدم ان «القوات تواصل تنفيذ العمليات في مدينة الرمادي وتمكنت من استعادة السيطرة على معظم اقسام منطقة الملعب بعد تفكيك حوالى ستين عبوة ناسفة». وأكد «قتل اربعة قناصين من تنظيم داعش في منطقة الملعب» و «إصابة سبعة جنود خلال الاشتباكات». وأشار الى ان «معظم عناصر داعش يتمركزون في منطقة السكك، في القسم الجنوبي من مدينة الرمادي». أما الفلوجة فما زالت خارج سيطرة القوات ويفرض مسلحون من «داعش» سيطرتهم على وسطها، فيما ينتشر آخرون من أبناء العشائر على أطرافها وتفرض قوات الجيش حصاراً مشدداً حولها. وقال مصدر طبي ان «المستشفى احصى 68 قتيلاً من أهالي المدينة، منذ بدء القصف المدفعي بداية الشهر الماضي، وأضاف ان عدداً من الجرحى كانت اصاباتهم بليغة فنقلهم ذووهم الى خارج المدينة للعلاج. من جهة أخرى، قال اسماعيل محمد، وهو احد المسؤولين عن ملف اغاثة النازحين في المدينة ل «الحياة» ان ما يقارب من 60 في المئة من سكانها غادروها الى محافظات اخرى وإلى إقليم كردستان. وأشار إلى أن «هناك موجة نزوح داخلية تجرى حيث تنتقل العائلات التي تسكن في احياء الضباط والعسكري والشهداء التي تتعرض لقصف متواصل، الى وسط المدينة». ولفت إلى أن «النازحين يخرجون من المدينة من منفذ الأدرجية الذي يقع تحت سيطرة المسلحين»، وأشار الى ان بعض العائلات التي خرجت عادت إليها بسبب سوء الأوضاع التي عاشتها في مدارس وأبنية فارغة على أطراف بغداد وفي هيت والرطبة وصلاح الدين. في غضون ذلك، اتهم رجل الدين البارز عبد الملك السعدي الحكومة «بتصفية مكون السنة تحت ذريعة وجود داعش والقاعدة، وأبدى شكره لأهالي سامراء وكركوك وتكريت وهيت وكبيسة والقائم وراوة والرطبة التي استقبلت النازحين». وقال في بيان امس إن «سكان الأنبار خرجوا من ديارهم على أثر الظلم الحاصل عليهم من الحكومة الطائفية وعملائها الغادرين ومن تبعهم أو وقف معهم الذين شهد العالم بأسره - إلا من يواليهم - بأنهم يرومون تصفية العراق من مكون تحت ذريعة وجود (القاعدة وداعش) بينهم». وأضاف أن «الكل يعلم أن لا صحة لما يدعونه سوى أن الحكومة وعلى رأسها رئيسها أراد أن يكسب تأييد الدول العظمى تحت هذه الذريعة الكاذبة والخادعة». في غضون ذلك، قتل 16 شخصاً وأصيب اكثر من أربعين في خمس هجمات متفرقة في بغداد بينها تفجير انتحاري بسيارة مفخخة. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة إن «سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 23 في انفجار سيارتين مفخختين يقود إحداهما انتحاري قرب سوق رئيسي في منطقة المحمودية» إلى الجنوب من بغداد. وفي هجوم منفصل آخر، أعلنت مصادر أمنية وأخرى طبية مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين في انفجار سيارة مفخخة في منطقة البلديات، شرق بغداد. وفي حي الحرية، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب تسعة آخرون بانفجار سيارة. الى ذلك، عثرت الشرطة صباح أمس في حي الفرات (غرب بغداد) على اربع جثث، بينها جثة امرأة «قتل اصحابها بالرصاص». وفي بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد) أصيب خمسة جنود في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش للجيش في منطقة ابوصيدا، إلى الشرق من بعقوبة، وفقاً لمصادر أمنية وطبية.