قبل عام كامل سلب الهلال النوم من المدرب الأوروغوياني كارينيو، وملأ ليلته كوابيس حرمته لذيذ الكرى، بعد أن خطف من فريقه النصر كأساً كان يوشك أن يصافحها، كان ذلك بعد نهائي كأس ولي العهد الموسم الماضي الذي فاز به الهلال بركلات الترجيح، ليتحول بعدها النصر بقيادة مدربه كارينيو إلى فرقة «غاضبة» أيما غضب. يعترف كارينيو بأن ليلته تلك كانت مليئة بالكوابيس، وأنه لم يتمكن من النوم، ليعود بعدها ويؤكد أنه لا يعرف للاستسلام طريقاً، متمنياً مواجهة الهلال مرة أخرى وفي المناسبة ذاتها، مبرهناً للجميع أنه لا يلدغ مرتين، وذلك بعد أن احتفل باللقب ذاته بعد عام من الذكرى الحزينة. الإدارة الصفراء جددت ثقتها بالمدرب «الأشقر» الذي صنع فرقة من الصعب الإطاحة بها، اتخذت من تلك الهزيمة موعداً لانتفاضة لم تهدأ بعد، إذ لم يتذوق الفريق بعدها طعماً للخسارة عاماً كاملاً أو يزيد، باستثناء الخروج في بطولة كأس الملك للأبطال على يد الأهلي، ليكون «كسر العقد وتحطيم الأرقام القياسية» عنواناً للنصر في هذا الموسم. وأنهى نصر كارينيو ستة أعوام من احتكار الهلال لبطولته المفضلة «كأس ولي العهد»، معيداً تدوينها في سجلات النادي بعد غياب طال 40 عاماً. كان قبلها كارينيو استطاع وفرقته كسر عقد عدة كانت تلاحق النصر في البطولات المحلية، إذ تمكن أخيراً من الفوز على الشباب في بطولة الدوري، بعد أن عجز سابقوه عن فعل ذلك في سبعة مواسم سابقة، كذلك أنهى العقدة الشبابية في كأس ولي العهد بعد أن عبر من خلاله إلى المباراة النهائية. وخلال الأعوام ال20 الأخيرة من حمى مواجهات «دربي» الرياض، لم يتمكن النصر من الفوز على جاره الهلال في الدور الأول من مسابقة الدوري، إلا مع قدوم الداهية الأوروغوياني، كما أنه سجل مع فرقة الرعب الصفراء أرقاماً قياسية عدة تمثلت ب11 انتصاراً متتالياً في بطولة الدوري و15 في مختلف المسابقات، الأمر الذي لم يسبقهم إليه أحد. ووصل ابن ال50 عاماً بفريقه إلى النقطة ال54 أعلى رقم في تاريخ النادي، على رغم تبقي ست جولات أخرى في مسابقة الدوري، ولم يسبق لفريق سعودي أن وصل إلى النقطة ال54 بعد 20 جولة. وإذا ما استمر «العالمي» في انتفاضته، فإن مزيداً من الأرقام الجديدة بانتظاره، إذ يأمل النصراويون بكسر حاجز النقطة ال64 المسجلة باسم أندية الشباب والفتح والهلال، الطموحات الصفراء لن تتوقف عند هذا الحد، بل أصبح رقم القياسي المسجل باسم فريق الشباب (34 مباراة من دون خسارة) مهدداً إذا ما تمكن الفريق من المحافظة على سجله خالياً من الهزائم حتى نهاية الدوري. يبقى التساؤل قائماً، هل كل ما بلغه النصر اليوم كان من بنات أفكار تلك السهرة المرة التي حرمت المدرب كارينيو النوم.