شهدت المدرسة الثانوية للبنين في بلدة العوامية (محافظة القطيف)، أول من أمس، حريقاً هو الثاني خلال أربعة أيام. وفيما لم تكشف الأجهزة الأمنية ملابسات الحريقين، ترجح مصادر وجود «شبهة جنائية» فيهما. وفيما لم يشكل الحريق الأول عائقاً أمام عودة الطلاب إلى الدراسة بشكل طبيعي، بعد وقوعه مباشرة. حال الثاني دون استئنافهم الدراسة أمس، بالتزامن مع بدء الأسبوع الدراسي. فيما لم يتم إلى الآن تحديد موعد لعودة الطلاب إلى المدرسة، لحين إجراء «تنظيف كامل للمبنى وتهويته». فيما حضر أمس مندوب من قسم الصيانة التابع لإدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية، لحصر الأضرار، ورفع تقرير بذلك إلى الإدارة. ويأتي الحريقان بعد أيام من نقل طلاب المدرسة المتوسطة إلى مدينة صفوى المجاورة، للمرة الثانية خلال العام الدراسي الحالي، على خلفية «إشكالات أمنية». كان مبرراتها في المرة الأخيرة إطلاق نار على معلمين في المدرسة، فيما كانوا عائدين إلى منازلهم. فيما تعرض معلمون فيها إلى محاولة اعتداء داخل حرم المدرسة قبل أشهر. وكذلك تم إغلاق بوابة المدرسة بسلاسل حديد من قبل «مجهولين». ووقعت حادثة الحريق الأولى مساء الأربعاء الماضي. واقتصرت على غرفة وكيل المدرسة. التي تعتبر «عصب المدرسة». وتشمل جهاز التحكم في الجرس، والخروج والانصراف، وكاميرات المراقبة، والسنترال، وأجهزة كمبيوتر وطابعات. ومنها متابعة حركة سير العملية التعليمية. وذكر مصدر في المدرسة «بدأنا العمل على إصلاح ما تلف فيها في اليوم التالي مباشرة. بعد أن اتضح أن الحريق أتى على كامل تمديدات الكهرباء في الغرفة. وإنها بحاجة إلى إعادة تبديل الأسلاك بشكل كامل، إلا أن ذلك لا بد أن يكون بإشراف من إدارة التربية والتعليم مباشرة، لأن إعادة تمديد أسلاك مسؤولية كبيرة». وأضاف المصدر أن «الحريق الأول لم يشكل سبباً يحول دون استكمال الدراسة بشكل طبيعي في اليوم الذي يليه. إذ قمنا بإدخال الطلبة من بوابة أخرى، لأن الحريق محصور في غرفة واحدة. إلا أن الحريق الثاني الذي وقع فجر الأحد، كان أكبر من السابق، وسبب أضراراً كبيرة في المدرسة، لأنه وقع في معمل (مختبر) ثانوي، تحتفظ فيه المدرسة بالمواد الكيماوية المستخدمة في التطبيقات العملية، ما أدى إلى اشتعال النيران بكثافة، بسبب المواد الكيماوية. كما طال الحريق غرفة وكيل المدرسة بالقرب من المختبر». وأوضح أن «رجال الدفاع المدني الذين هرعوا إلى الموقع استخدموا الأقنعة الخاصة بالغازات عند إخماد الحريق. فيما تحولت أسقف وجدران ممرات المدرسة إلى اللون الأسود، إضافة إلى الروائح التي لا زالت تنتشر في المدرسة». وحول الإصلاحات التي قاموا بها، ذكر «بدأنا في عملية غسل المدرسة بالكامل، للتخلص من السواد الكربوني المتراكم نتيجة الحريق. كما جرى تهوية المدرسة ، للتخلص من بقايا احتراق المواد الكيماوية. ما شكل مانعاً للطلاب عن الحضور بسبب الأضرار»، متوقعاً عودتهم «خلال 3 أيام كأقصى حد. ونتمنى أن يكون قبل ذلك، فبعض المدارس تخضع للصيانة، فيما يكون اليوم الدراسي فيها بشكل طبيعي جداً». وقال: «بلغنا أن الحادثتين الأولى والأخيرة مفتعلتان، وأن الدفاع المدني حصل من الموقع على ما يثبت ذلك، فيما التحقيقات جارية لمعرفة المتسبب». وفيما باءت محاولات «الحياة» للحصول على تصريح من الدفاع المدني والشرطة حول الحادثة، بالفشل، لعدم تجاوب الجهتين، كان مساعد المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية الرائد مساعد الحارثي، أوضح أن الحريق الأول «وقع فجر يوم الأربعاء، إذ ورد بلاغ إلى مركز شرطة شمال القطيف، عن تعرض المدرسة الثانوية في بلدة العوامية للبنين لحريق جزئي متعمّد، بعد تحطيم إحدى نوافذ المدرسة، وإشعال مواد بترولية في موقع الحريق. وباشر المختصون في الشرطة إجراءات الضبط الجنائي للحادثة».