يحبس مدربو مختلف المنتخبات المتأهلة لنهائيات مونديال 2014 أنفاسهم بعد كل مباراة يجريها لاعبو المنتخبات التي يشرفون عليها.. ويعيشون ضغطاً رهيباً كلما تعرض لاعب لإصابة في الكاحل أو الساق أو الركبة، لأن معنى ذلك أن ورقة سقطت من حسابات المدرب. ولعل الصورة الأمثل في هذا هي نجم الكرة الكولومبية راداميل فالكاو الذي وجد نفسه بين أيدي الجراحين إثر تعرضه لإصابة في مباراة ضد فريق من درجة دنيا برسم كأس فرنسا.. ويبدو أن اللاعب أرتيك الذي تسبب في إصابة النمر الكولومبي، لا يشعر بالفخر لأنه حرم لاعباً متميزاً في ملاعب الكرة بموهبته وأخلاقه، وأصاب شعباً كاملاً بالإحباط لكونه يعول عليه كثيراً في مونديال البرازيل، بل إنه تسبب في حرمان عشاق الكرة في العالم من رؤية لاعب موهوب في محفل لا يتكرر كل يوم.. وقيل إن أرتيك المسكين يشعر بالخوف والذنب معاً، حتى إن هناك مصادر قالت إن لاعب شاسلي الفرنسي، غير المعروف، تلقى تهديداً بالموت من جهات مجهولة، ومعروف أن القتل البارد في كولومبيا مسألة عادية كما حدث قبل ع20 عاماً لإسكوبار الذي تسبب في تسجيل هدف في مرمى فريقه وبالتالي هزيمة منتخب بلاده في مونديال أميركا، ليتلقى رصاصات في الرأس في ميدلين عاصمة إسكوبار الكوكايين الشهير. فالكاو سارع إلى قبول اعتذار أرتيك للحيلولة دون أن يقدم أرعن كولومبي على ارتكاب حماقة ضده.. وتبين أن النمر تحول بالفعل إلى قضية وطنية لا تختلف عن الفارك، المعارضة المسلحة، التي تشكل مسماراً في خاصرة الحكومة الكولمبية منذ عقود.. والدليل أن الرئيس خوان مانويل سانتوس انتقل إلى البرتغال للاطمئنان على فالكاو ورفع معنوياته كي يكون جاهزاً للمونديال على رغم تشاؤم بعض المختصين لكون إصابة مثل هذه تتطلب 200 يوم على الأقل، وتفاءل بعضهم بكون الإيطالي روبرتو باجيو تعرض الإصابة مماثلة وعاد بعد سبعين يوماً فقط ليلعب مونديال 1994 ويقود إيطاليا إلى النهائي.. ويعتقد الكولومبيون أن الجراح الماهر كارلوس نورونا المعروف في عالم نجوم الكرة باليد السحرية سينجح في تأهيل اللاعب قبل الموعد البرازيلي.. فالكاو لاعب مميز وهداف من طينة الكبار، تتهافت عليه الأندية الكبيرة لكنه، في اعتقادي، لم ينجح في اختيار الفريق الذي يمكنه أن يطور في ملكته وقدراته الفنية والبدنية، لهذا دفع فاتورة كبيرة من فريق مجهول (..) ولو أنه اختار بطولة بحجم الإنكليزية أو الإيطالية، أو بقي في الإسبانية، لحافظ على قيمته لاعباً ذا مردود تصاعدي.. لكن المال أحياناً يلعب دوراً في الخيارات الشخصية، وهذا لا يعني أن موناكو ليس فريقاً محترماً، لكنه الدوري الفرنسي، فهو ليس كبيراً أو يسمح بتنافسية ترفع مردود اللاعبين المحترفين.. وأعرف أن فالكاو من اللاعبين المعروفين بأداء لطقوسهم الدينية في الكنيسة باستمرار، ويظهر ذلك جلياً في أخلاقه التي يبدو عليها في الملاعب، إذ يميزه التسامح وعدم الرعونة والتصرف بروح غير رياضية.. لهذا فإنه يثق في قدرته على العودة قبل المونديال، ليكون واحداً من اللاعبين الذين يشار إليهم بالبنان.. في مواجهة كوت ديفوار واليونان واليابان. [email protected]