خفقت القلوب، واختلطت المشاعر، وباتت المؤارزة بأعلى درجاتها والتشجيع بكل معانيه رداءً لجماهير النصر والهلال، منذ صباح يوم المباراة حتى جلوسهم في مدرجات ملعب الملك فهد الدولي الذي احتضن المباراة. تحدٍ هنا وآخر هناك، ولو أن نظام البطولة يشترط إقامة المواجهة بين فريقي كرة قدم، لكان نزال المشجعين المثالي كافياً عن كل شيء، فهو صراع رسم العشق في المدرجات في أبهى حلله، وضرب أسمى أمثال الوفاء بالحضور الباكر، فعشاق الفريقين على يقين بأن نادييهما في أمس الحاجة إلى كل فردٍ يهتف هلالاً، أو ينادي نصراً. طبعوا الألوان على وجوههم، تزينوا بقمصان تحمل أسماء نجومهم، ابتكروا التقليعات، ورددوا الأهازيج، فالحدث سيكون نقشاً في جدار التاريخ، والجماهير المتعطشة إلى معشوقيها لن ينساهم الرواة «مستقبلاً»، وسيكونون ركناً من أركان «اللقب». تذكرة مع «العشاق»... رحمة - بحث عن التذاكر في كل مكان، ولم تكن 16 فرعاً من فروع مكاتب البريد السعودي كافية لتشفي غليل الباحثين عن «تذكرة» ولتروي عطشهم إلى «تصريح» لدخول عالم الصراع على «اللقب». السوق السوداء حول الملعب انتعشت، فالكل يبحث، والبائع موجود ويترقب، يبحث عن مشجع قطع المسافات نحو الملعب على «أمل» بأن يجد «تذكرة» بين يدي «بائع» لا يعرف العشق، أو «مستثمر» عرف كيف يطوع «الحب» لمصلحته. جنون المباراة جعله يبحث، والأسعار تصاعدت حتى وصلت إلى منزلة المئات، وتراوحت ارتفاعاً مع كل لحظة كان عقرب الساعة فيها يقترب من انطلاق المباراة، تذاكر بيعت ب200 ريال، وأخرى ب400 ريال، وثالثة ب600 ريال، والمشترون كانوا على استعداد لدفع المزيد وخصوصاً وهم يشاهدون المدرجات امتلأت عن بكرة أبيها ب«العشاق»، فلم يكن أمام من لا يحملون التذاكر سوى أن يدفعوا ليحصلوا على تذكرة ففي عرفهم «الموت مع العشاق.... رحمة». الركض بأقصى سرعة ... لأجل مقعد - نقلت «القناة الرياضية السعودية» مشاهد للحظة فتح بوابات ملعب الملك فهد الدولي أمام الجماهير، ليظهر المشجعون وهم يركضون بكل ما أوتوا من سرعة وبأقصى ما يستطيعون، متدافعين أثناء تجاوزهم البوابة سعياً لحجز مقعد في موقع «مميز» يتيح لهم فرصة مشاهدة المباراة من مكان مناسب وخصوصاً أن التذاكر غير مرقمة، وبالتالي ف«المقعد» يعتمد على سرعة انطلاقتك وأسبقيتك في الوصول إلى موقع مناسب. «اللقطات» كشفت عن مدى الحرص الشديد من المشجعين والجماهير الذين جاؤوا إلى الملعب منذ وقت باكر من بعد صلاة الظهر، فاللقطة التي ربما تسجل في تاريخ الكرة السعودية كانت عصراً، وأي «عصر» ذاك الذي أشعل جنون الكرة في مخيلة عشاق الهلال والنصر!