نوّه الرئيس اللبناني ميشال سليمان ب «الجهود التي تقوم بها قيادة الجيش اللبناني على صعيد اعتقال محرضين ومشتركين في تنفيذ تفجيرات ارهابية وما ادلى به هؤلاء من اعترافات كانت محط ارتياح شامل لما قامت به الاجهزة الامنية والعسكرية على صعيد تعقب هؤلاء وتوقيفهم». وكان سليمان التقى في قصر بعبدا صباح امس قائد الجيش العماد جان قهوجي واطلع منه «على الوضع الامني في البلاد وخصوصاً في طرابلس والتدابير المتخذة لضبط الوضع، وعلى التحضيرات التي أعدّتها القيادة في موضوع الدعم الاستثنائي من المملكة العربية السعودية للجيش»، على ما جاء في البيان الصادر عن المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري. وعلمت «الحياة» ان الوضع الامني في طرابلس احتل حيزاً اساسياً في لقاء عقد بين سليمان وعضوي كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت وجان أوغاسبيان اللذين شددا على ضرورة تشدد القوى الامنية الشرعية وعلى رأسها الجيش اللبناني في تصديها للمحاولات الهادفة الى اعادة الامور في عاصمة الشمال الى الوراء، وهذا يستوجب تعزيز انتشاره في جميع المناطق التي تشهد من حين الى آخر توتراً وخصوصاً بين باب التبانة وجبل محسن. وفي هذا الخصوص، قالت مصادر مواكبة للتعزيزات التي يستقدمها الجيش لتدعيم انتشاره، أن تمركزه في نقاط ثابتة يؤدي الى الحفاظ على الاستقرار وقطع الطريق على اي محاولة لضرب التهدئة. وكشفت المصادر ان «رئيس الجمهورية تطرق الى توقيف الشيخ عمر ابراهيم الاطرش وأكد ان توقيفه جاء بعد الاعترافات التي ادلى بها من خلال التحقيق الأمني الذي خضع له في مديرية المخابرات في الجيش والمدعّمة بعدد من الوثائق والمستندات والصور التي تثبت تورطه». امن طرابلس: ملاحقة سيارة وأوضحت ان البحث في وضع طرابلس بين سليمان وفتفت وأوغاسبيان في ضوء المخاوف من إقحام المدينة في جولة جديدة من القتال والتوتر، فتح الباب للبحث معهما في بعض التفاصيل المتعلقة بتوقيف الاطرش والتي جاءت متطابقة مع تفاصيل معلنة عن مبررات توقيفه. وكانت طرابلس شهدت أمس، المزيد من الإجراءات الأمنية المشددة. وذكرت إذاعة «صوت لبنان» أن الأجهزة الأمنية تبلغت عن دخول سيارة مفخخة إلى الشمال وهدفها شخصية سياسية بارزة في طرابلس «وتعمل الأجهزة على ملاحقة السيارة». وكان عقد في منزل عضو كتلة «المستقبل» النيابية خالد ضاهر في طرابلس اجتماع موسع لفاعليات سياسية ودينية ووكيل الشيخ عمر الأطرش المحامي طارق شندب. وطالب ضاهر في بيان باسم المجتمعين ب «مساءلة نيابية الى قيادة الجيش وكل الأجهزة الأمنية، والاطلاع على التحقيقات والآليات المتبعة، لضمان عدم انحياز المؤسسات العسكرية والأمنية، وطمأنة الشعب اللبناني الى أن العدالة مصانة وتسير في الاتجاه الصحيح وضمان حقوق المواطن اللبناني، وألا تخرق ويعتدى عليها لأغراض سياسية». واعتبروا أن «استهداف العلماء السنّة والناشطين في نصرة الشعب السوري الحر عبر تصفيتهم وتلفيق التهم لهم، يصب في مشروع شيطنة طائفة بكاملها، وتشويه صورتها خلافاً لكل الحقائق التاريخية».