نفى رجل الدين اللبناني الموقوف لدى مخابرات الجيش اللبناني الشيخ عمر الاطرش على لسان وكيله المحامي طارق شندب ما تردد عن اعترافه في التحقيقات الأولية التي تجريها مديرية المخابرات معه بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، عن قيامه بإعمال ارهابية في لبنان. وتقدم شندب امس، بمذكرة امام القاضي صقر طلب فيها تعيين طبيب شرعي لمعاينة موكله الموقوف في وزارة الدفاع ووضع تقرير بذلك. كما طلب في مذكرة اخرى إطلاق سراح موكله «بعد توقيفه لأكثر من اربعة ايام من دون توجيه اي تهمة اليه سنداً الى قانون اصول المحاكمات الجزائية اللبناني الذي يجيز توقيف المشتبه به اولياً يومين قابلة للتجديد مرة واحدة». وكان وفد من «هيئة العلماء المسلمين» في البقاع تابع تحركه من إجل إطلاق سراح الأطرش وزار مدير المخابرات في الجيش العميد ادمون فاضل، ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني. إلى ذلك أعلن المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري ان الرئيس ميشال سليمان اطلع من قائد الجيش العماد جان قهوجي «على الوضع الأمني في البلاد وخصوصاً في طرابلس ومحيطها، وعلى مسار التحقيقات والتوقيفات وجرى تأكيد ان الجيش يتصرف وفقاً للقوانين المرعية والمصلحة الوطنية والحفاظ على السلم الاهلي وأمن المواطنين، خصوصاً أن التحقيقات تتم بإشراف القضاء المختص وعلى درجة عالية من الدقة والشفافية، وتالياً لا يجوز اذا كانت هناك مخالفات او ارتكابات من قبل افراد او جماعات، ان تتم حماية مرتكبيها او تغطية اعمالهم من طريق كيل الاتهامات الى المؤسسة الوطنية الأم التي تشكل العمود الفقري للسلم والاستقرار في البلد وضمان حقوق الجميع». وأكد رئيس «هيئة العلماء المسلمين» الشيخ الدكتور عدنان امامي الذي كان على رأس الوفد الذي زار العميد فاضل في حضور نائبه العميد باسم الخالد ان «البحث تركز على الاتهامات الموجهة الى الشيخ الاطرش ومنها تهريبه لانتحاريين قتلا في صيدا لدى محاولتهما استهداف حواجز للجيش اللبناني». وقال امامي ل «الحياة»: «إن العميد فاضل واجهنا خلال اللقاء بالاعترافات التي ادلى بها الشيخ الأطرش وأبرزها قيامه بتهريب انتحاريين وتحضيره الأحزمة الناسفة. وكان جوابنا اننا نريد جهة محايدة للتأكد من هذه الاتهامات ونطلب السماح لنا بتوكيل محامٍ له للاستماع الى اقواله واعترافاته وفي حال تعذر ذلك فليسمح لنا كهيئة بمقابلته للوقوف على اقواله». وتابع: «أن العميد فاضل ابلغنا بأن مثل هذا الطلب غير قانوني ولا يسمح بتوكيل محامٍ له الا بعد الانتهاء من التحقيق وإحالته على القضاء العسكري لمحاكمته، وبقي طلبنا عالقاً ولم نلقَ جواباً». وكشف امامي «ان وفد العلماء بحث مع العميد فاضل في ملفات اخرى أبرزها قضية الموقوفين الاسلاميين وضرورة البحث بمصيرهم»، وقال: «تلقينا وعداً ببحث هذا الموضوع ونحن سنواصل مساعينا لتوكيل محامٍ للشيخ الاطرش لتبيان الخيط الابيض من الخيط الاسود». وأكد امامي ان الوفد «طرح المظالم التي تلحق بعدد كبير من الشباب على خلفية دعمهم للثورة في سورية»، وقال: طلبنا بوقف هذه المظالم خصوصاً انهم يتعرضون الى مضايقات وملاحقات لمجرد دخولهم الاراضي السورية والعودة منها فيما الفريق الآخر، اي «حزب الله» يدخل يومياً المئات الى سورية للدفاع عن النظام ولا احد يحاسبه او يتعرض لعناصره، وهو كان دعا بلسان امينه العام السيد حسن نصر الله اللبنانيين ليتقاتلوا في سورية». وكان المفتي قباني امل امام وفد هيئة العلماء المسلمين، برئاسة امامي وحضور مفتي بعلبك والهرمل الشيخ أيمن الرفاعي ب «الإسراع لكشف ملابسات الحادث وتبيان الحقيقة الكاملة والشفافة»، واعداً «بأنه سيكون على اتصال مع الجهات المختصة لمعرفة النتائج التي توصل إليها التحقيق، وأن يبذل جهده في كل حالة مماثلة كي لا يقع ظلماً على بريء».