بعد الضجة الكبيرة التي احدثها المتعاقد السابق لدى وكالة الأمن القومي الأميركي إدوارد سنودن وفضيحة التسريبات، شهد العالم ضجة من نوع آخر، عندما رشحه نائبان نروجيان لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2014، مؤكدان ان "التسريبات التي قدمها جعلت العالم اكثر اماناً". وأشار النائبان الاشتراكيان بارد فيغارد سولهيل، وهو وزير سابق للبيئة، وسنور فالن إلى أن "أفعال سنودن ربما أضرّت بالمصالح الأمنية لدول على المدى القصير"، واوضحا "أن النقاش العام وتغيّرات السياسة التي أعقبت كشف سنودن (الوثائق السرية)، أسهمت في نظام عالمي أكثر سلمية واستقراراً". ورأى النائبان أن ما فعله سنودن "أرسى مجدداً الثقة والشفافية، بوصفهما مبدأين مهمين في سياسات الأمن العالمي". وكان سنودن قد رشح لهذه الجائزة في العام الماضي من قبل بروفيسور سويدي، لكنه خسر امام " منظمة حظر الأسلحة الكيماوية "، إذ كان هناك 259 مرشحاً الى هذه الجائزة. ونُقل عن رئيس اللجنة الدولية للدولة الروسية ومجلس "الدوما" ألكسي بوشكوف، قوله بأن "الولاياتالمتحدة لن تسمح بذهاب الجائزة إلى سنودن، لكن ترشيحه يعني ان الغرب يعتبرونه بطلاً للديمقراطية". وسرب سنودن تفاصيل برامج التجسس إلى الصحافة، ووجه له القضاء الأميركي رسمياً "تهمة التجسس" وسرقة ممتلكات حكومية ونقل معلومات تتعلق بالدفاع الوطني من دون إذن، والنقل المتعمّد لمعلومات إستخباراتية سرية لشخص غير مسموح له بالاطلاع عليها، حينها غادر سنودن الولاياتالمتحدة الأميركية قاصداً روسيا، حيث إستقرّ هناك طالباً اللجوء السياسي. ولم تقتصر تداعيات الوثائق، التي سربها سنودن على علاقات الولاياتالمتحدة مع حلفائها وخصومها الخارجيين، بل أثارت عاصفة من ردود الفعل الداخلية، واستغل نواب جمهوريون في واشنطن قصة سنودن لتصوير أوباما على أنه "زعيم غير كفء على صعيد السياسة الخارجية". وقال جمهوريون ينتقدون الرئيس إن "الضجة بشأن سنودن علامة على ضعف أوباما والمكانة الدولية المتراجعة"، وأن "روسيا تستغل الولاياتالمتحدة". *إعداد