يعقد الاتحاد الافريقي قمة اليوم وغداً في مقره في اديس ابابا يركز خلالها في شكل اساسي على بحث النزاعين في جنوب السودان وجمهورية افريقيا الوسطى. ويفتتح الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريم ديسالين صباح الخميس القمة التي ستسلم بلاده خلالها الرئاسة الدورية للاتحاد الى موريتانيا. وكان من المفترض اساساً ان تتناول القمة التي تشارك فيها 54 دولة افريقية موضوع "الزراعة والامن الغذائي"، لكن المعارك الدامية الجارية في جنوب السودان وافريقيا الوسطى فرضت تغيير البرنامج. وقال وزير خارجية اثيوبيا تيدورس ادهانوم الاثنين ان "واقع امتداد هاتين المأساتين الانسانيتين في الدولتين، في وقت نتحدث عن "نهضة افريقيا" (موضوع الذكرى الخمسين لتاسيس الاتحاد الافريقي العام الماضي) امر مؤلم لكل فرد منا". واضاف: "اذا لم نتوصل بسرعة الى حل، فإن الوضع في هاتين الدولتين سيخلف عواقب خطيرة على السلام والامن في المنطقة بل في القارة بمجملها". وفي جنوب السودان، يتواجه الجيش الموالي للحكومة منذ منتصف كانون الاول (ديسمبر) مع قوات بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار. وعلى رغم التوقيع على اتفاق لوقف اطلاق النار الاسبوع الماضي، تواصلت المواجهات بين الطرفين. واوقعت المعارك خلال ستة اسابيع الاف القتلى وتسببت بنزوح اكثر من 800 الف شخص. وفي هذا البلد الذي أنشئ حديثاً بعد انشقاقه عن السودان في تموز (يوليو) 2011 بعد حرب اهلية طويلة، تحولت الخصومة السياسية بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الى مواجهة مسلحة تتخذ منحى إتنياً خطيراً بين قبائل الدينكا والنوار، المجموعتين الرئيسيتين في جنوب السودان. وفي هذا النزاع، طلب من الاتحاد الافريقي الاسبوع الماضي لعب دور اكبر بعدما كانت الهيئة الحكومية لتنمية شرق افريقيا (ايغاد) تتولى حتى الان جهود الوساطة. اما افريقيا الوسطى حيث تنتشر قوة تابعة للاتحاد الافريقي قوة (ميسكا) الى جانب كتيبة للجيش الفرنسي، فغارقة في ازمة منذ اذار (مارس) 2013 حين اطاحت حركة تمرد ذات غالبية مسلمة بالحكومة، ما تسبب بدوامة عنف طائفي كان المدنيون ابرز ضحاياه. وادى هذا النزاع ايضا الى سقوط آلاف القتلى ونزوح مئات آلاف الاشخاص. وبعد استقالة الرئيس الانتقالي الزعيم السابق للمتمردين ميشال جوتوديا خلفته الرئيسة كاترين سامبا بانزا وتم تشكيل حكومة جديدة، فيما اخلى متمردو سيليكا السابقون الذين يرفضهم السكان المسيحيون، في غالبيتهم، آخر معاقلهم في العاصمة. ويرى بيتر بام من مجلس الاطلسي ان الرد البطيء للاتحاد الافريقي على الازمة في افريقيا الوسطى يشير مرة جديدة الى الضعف المؤسساتي لهذه المنظمة في مجال ادارة النزاعات. وقال ان هذه الازمة تسلط الضوء على صعوبات تشكيل "قوة احتياط افريقية" يمكن نشرها عاجلاً في النقاط الساخنة من القارة، وهي موضع نقاش منذ نحو عشر سنوات، غير انها لم تتحقق حتى الآن. ويأتي انعقاد القمة بعد ثمانية اشهر على الاحتفالات بمرور خمسين سنة على تأسيس الاتحاد الافريقي الذي احتفل ب"نهضة" القارة على خلفية دينامية اقتصادية حيث يصر الاتحاد على تأكيد النمو الاقتصادي القوي لعدد من اعضائه.