طالب ناشطون في مدينة حمص بفك كامل للحصار عن الاحياء التي يسيطر عليها المعارضون وسط المدينة، والذي يدخل اليوم يومه ال600، وذلك في نداء الى وفد المعارضة السورية في مفاوضات "جنيف-2". ويأتي النداء بعد يومين من إعلان الموفد الدولي الاخضر الإبراهيمي سماح النظام بمغادرة النساء والأطفال من الأحياء المحاصرة، معرباً عن أمله في دخول قوافل مساعدات إنسانية إليها، إلا ان هذه الخطوات لم تنفذ بعد. وقال البيان الذي نشر مساء أمس على مواقع التواصل الاجتماعي: "نحن عدد من نشطاء حمص المحاصرة نؤكد لكم وفد المعارضة وللعالم أجمع أن مطلب المحاصرين لا يقتصر على إدخال المساعدات الإنسانية فقط وإستمرار واقع حصارنا على ما هو عليه". وأضاف: "يجب عليكم أن تضعوا في حسبانكم ان لا مطلب لنا أدنى من كسر الحصار وتأمين ممرات آمنة توفر الخروج والدخول للراغبين في ذلك من دون المرور بحواجز النظام التي تحيط بالمنطقة المحاصرة". واعتبر أن "ما دون ذلك لن يكون إلا حلولاً آنية وغير مجدية سرعان ما تفقد بريقها من دون أن تستطيع وضع حد لمأساة الحصار". وقال الناشطون أن في الأحياء المحاصرة في حمص القديمة "عشرات الحالات الطبية التي تحتاج إلى عمليات جراحية، واكثر من 250 عائلة تعيش أهوال الحياة في داخل الحصار" المستمر منذ حزيران (يونيو) 2012. وكان الابراهيمي اعلن من جنيف، مساء امس، ان "الحكومة السورية ابلغتنا ان النساء والاطفال يستطيعون المغادرة فوراً"، مضيفاً: "هناك امل ان يستطيع النساء والاطفال مغادرة حمص القديمة"، آملا في دخول قوافل مساعدات الى هذه الأحياء. إلا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكدت ان أي إجراءات لم تتخذ بعد من قبل الحكومة السورية لإتاحة المجال أمام خطوة مماثلة. وأكد الناشطون عدم دخول أي مساعدات، مشيرين الى ان حوالى 200 امرأة وطفل، مستعدون لمغادرة هذه المناطق التي تحاصرها القوات النظامية. ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن محافظ حمص طلال البرازي قوله ان "فرق العمل من الشرطة النسائية والأطباء والهلال الأحمر العربي السوري جاهزة لترتيب خروج المدنيين من مدينة حمص القديمة فور وصول رد الممثل المقيم للأمم المتحدة الذي يتابع التنسيق مع المجموعات المسلحة داخل المدينة القديمة"، في اشارة الى المقاتلين. كما أشار الى أن المحافظة "طلبت من الصليب الأحمر المساعدة من أجل تأمين خروج الأب فرنسيس و73 مدنياً محتجزين في دير الآباء اليسوعيين في حي بستان الديوان". وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، يوجد حوالى ثلاثة آلاف شخص في الاحياء المحاصرة في حمص. وتشهد أطراف هذه الأحياء معارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، وسط قصف شبه يومي يطاولها. وتعاني هذه الأحياء نقصاً حاداً في الأغذية والمواد الطبيّة، ما يجعل استمرار الحياة فيها تحدياً يومياً. ودانت منظمات انسانية عدة الحصار على أحياء حمص القديمة، وطالبت طرفي النزاع السوري بتسهيل الدخول الفوري لقوافل المساعدات الإنسانية.