فجر المعارض الروسي أليكسي نافالني قنبلة من العيار الثقيل امس، بنشره تقريراً أعده صندوق «مكافحة الفساد» الذي يديره، وأشار إلى انتهاكات واختلاسات كبيرة رافقت تشييد منشآت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها سوتشي من 7 إلى 23 شباط (فبراير) المقبل، ما جعلها «الأكثر كلفة» في تاريخ الألعاب، وأدخل بلايين الدولارات إلى جيوب مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ورغم أن الحديث عن فساد مالي رافق التحضيرات للأولمبياد في السنوات الماضية، خصوصاً مع إعلان المركز الفيديرالي إنفاق أكثر من 50 بليون دولار. لكن جديد التقرير الذي قد يتحول وفق معلقين إلى فضيحة كبيرة، استناده إلى خرائط ومخططات لكل منشآت الأولمبياد، ما سهّل إجراء خبراء تقويماً مستقلاً ودراسات خضعت لمقارنة بمشاريع أولمبية مماثلة نفِذت في بلدان مختلفة لتحديد التكاليف الحقيقية للأولمبياد. وسمح ذلك بتقدير حجم خسائر الخزينة الروسية، وكشف أسماء مقربين من الكرملين راكموا ثروات خرافية بفضل الاستحقاق الرياضي. وتناول التقرير 10 منشآت ضخمة، اعتبرت الأكثر كلفة، وتبيّن أن قيمتها تضاعفت اكثر من مرتين ونصف المرة، وبينها ملعب «فيشت» الذي سيشهد حفلتي افتتاح الألعاب وختامها والذي «ضاعت نصف قيمة تشييده». كما أشار إلى أن مشاريع شق الطرق وفّرت الوسائل الأسرع لكسب بلايين، وأهمها طريق يربط منطقة أدلر حيث مطار سوتشي بمنتجع «كراسنايا بوليانا» للتزلج الألبي الذي بات «أغلى شارع في العالم». وقال نافالني إن «قيمة الطريق كانت تكفي لشراء ثلاجة لكل فرد يعيش في إقليم كروسندار الشاسع جنوبروسيا. وهي تضخمت بنسبة 80 في المئة». وشمل الأمر ذاته تكاليف بناء «قصر بولشوي» للتزحلق على الجليد الذي كسبت شركة «موستوفيك» المكلفة أعماله، نحو ستة بلايين روبل، علماً أنها ليست متخصصة بالمنشآت الرياضية، ويرأسها أوليغ شيشوف، النائب في البرلمان عن حزب «روسيا الموحدة» الحاكم. وكشف التقرير أيضاً أن غالبية مشاريع سوتشي نفذتها شركات تأسست بمعظمها قبل بدء أعمال البناء وتحديد الموازنات في 2008، حين رصدت موسكو 822 بليون روبل (نحو 28 بليون دولار) للأولمبياد، وأعلنت أن القسم الأكبر من النفقات سيوفره مستثمرون من القطاع الخاص. لكن نافالني أشار إلى أن هذه الموازنة صرفت من أموال الحكومة في العام ذاته، بينما لم تبلغ نسبة مساهمة القطاع الخاص حتى عام 2012 أكثر من 40 من المئة من مجموع الإنفاق. وأشار التقرير إلى أن غالبية الشركات الخاصة التي استثمرت في الأولمبياد، بعد «تضخيم موازنته»، اعتمدت قروضاً من مصرف «فنيش إيكنوم بنك» الحكومي الذي اعتبر أخيراً أن هذه الديون «سيئة». وبين أسماء الذين جنوا بلايين الدولارات تيموزار بولويف، رئيس شركة «أوميغا»، التي صنفت في الوثائق الرسمية بأنها «قطاع خاص»، لكنها مملوكة من حكومة إقليم كروسندار. وازدهر «بزنس عائلي» خلال تحضيرات الأولمبياد، إذ نفذ احد الأعمال ألكسندر تكاشييف، صهر حاكم كروسندار، رومان باتالوف، الذي يبني متنزه «سوتشي بارك» العملاق الذي سيفتتح عام 2020، لكنه غدا مفاجأة ضمن منشآت الأولمبياد، وحصل على موازنات خاصة. أما ألكسندر سيفيتشيف، الذي منح قروضاً ضخمة لبناء ملعب للتزحلق على الجليد، فهو والد النائب في مجلس الدوما ديمتري سيفيتشيف.